الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:19 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية الرئيسية حاتم الجوهري يطرح توصياته حول صفقة القرن والقدس

 

 طالب بالتحرك القانوني في كافة المؤسسات الأممية
 

حاتم الجوهري يطرح توصياته حول صفقة القرن والقدس

  الأحد 15 مارس 2020 05:13 مساءً    الكاتب : زينب عيسي




قدم الباحث د.حاتم الجوهري مجموعة من التوصيات تتعلق بملف صفقة القرن وعلاقته بمدينة القدس، وذلك في الدراسة التي شارك بها مؤخرا بعنوان "مدينة القدس الصراع حول الأرض والإنسان"، في مجلة العربية للثقافة التابعة لمنظمة "الإلكسو" أو المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، العدد الخامس والستون لسنة 2019.

وهذه التوصيات تتعلق بسبل مواجهة بنود الصفقة ومخططاتها إزاء القدس والأراضي العربية المحتلة في العموم والوضع الراهن منذ عدوان عام 1967، وحدود اتفاق الهدنة عام 1948.

وقال الجوهري في ديباجة توصياته التي طرحها في خاتمة الدراسة:

 "اشتداد الصراع حول القدس مؤخرًا ومحاولة ابتلاع المزيد من أرضها، وزيادة حصار الإنسان الفلسطيني القاطن بها تعود جذوره لأسباب دينية وتاريخية تتذرع بها الصهيونية، الفكرة الرئيسية التي تتذرع بها الصهيونية هي التمركز حول لحظة تاريخية عابرة وبينية متجاهلة أن لها ما قبلها وما بعدها، فتمارس عملية نفي وتهميش لما قبلها, وعملية مزايدة وتشويه لما بعدها، و تاريخيًّا هي تنفي وتهمش وجود القبائل العربية التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية على موجات متوالية إلى فلسطين واستوطنت القدس قبلها، وتمارس التشويه والمزايدة تجاه كل الحضارات التاريخية التي تعاقبت على المدينة فيما بعد ذلك، معتبرة أن لحظة أو مدة وجودها التاريخي هي المركز والأصل, ولها القوامة على ما قبلها وما بعدها.

على المستوى الديني والصراع حول المُقدس تتمركز الصهيونية أيضًا حول ذاتها وتحاول إزاحة الآخر المسيحي والمسلم من البقعة المقدسة، معتبرة أن أسبقية الديانة اليهودية ودخول قبائل بني إسرائيل إلى فلسطين أو أرض كنعان من فلسطين، ثم دخولهم للقدس في عهد النبي داود (عليه السلام) وبناء سليمان(عليه السلام) للمعبد أو الهيكل الأول بالبقعة المقدسة..، هو حق حصري لهم في البقعة المقدسة ينكر ما للمسيحية في المكان وأبرزه كنيسة القيامة حيث واقعة صلب المسيح (عليه السلام) وفق اعتقاد المسيحيين, أو رفعه إلى السماء وفق اعتقاد المسلمين، وكذلك تنكر على المسلمين الوجود في البقعة المقدسة في أبرز تمثله بمسجد قبة الصخرة حيث عرج بالرسول محمد (ص) إلى السماء، وفي "المسجد الأقصى" الذي بناه الخليفة عمر بن الخطاب، ليكون الهدف النهائي من الصراع حول الأرض في القدس وفق التصور الصهيوني هو إزاحة المسجد الأقصى تمامًا وهدمه، تمهيدًا لبناء الهيكل في موضعه, وكذلك لنزول المسيح اليهودي الذي يختلف عن التصور الإسلامي والمسيحي له، الذي يعتقدون أنه سيعيد لليهود ملكهم في القدس وفلسطين.

خلاصة الفكر الديني اليهودي وانعكاسه السياسي على الممارسة الصهيونية في فلسطين والقدس تتمثل في التشبث بفكرة الاصطفاء والاختيار لقبائل بني إسرائيل في لحظة معينة قديمة من جانب الله سبحانه وتعالى، ومحاولة نسب هذا الاصطفاء لأتباع الديانة اليهودية بعدما رسب بنو إسرائيل في اختبار الاصطفاء، وتشتتوا في الأرض وفقدوا سمة الاصطفاء القومي/ الديني، من ثم أصبحت القدس هي مركز الصهيونية الدينية, وهدم الأقصى وبناء الهيكل القديم هو الرمز والصلة بين الماضي والحاضر عندهم، واستعادة لسمات الاصطفاء والهيمنة على الأرض التي كانت لقبائل بني إسرائيل فيما مضي.

وتبدو الخطورة في اللحظة الراهنة على القدس من خلال ما عرف بـ "صفقة القرن" التي يسعى لفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأن خطاب ترامب يحمل في طياته الكثير من سمات تيار الصهيونية المسيحية الذي ظهر في بريطانيا في كنف المذهب البروتستانتي وانتقل منها لأمريكا، خاصة عندما قرر ترامب تفعيل قانون الكونجرس الأمريكي ونقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من "تل أبيب" إلى القدس، وما صاحب ذلك من دعاوى لاقتحام "المسجد الأقصى" وبناء الهيكل مجددًا في موضعه.

ومهما كان مصير الطرح النهائي لصفقة القرن عندما يتم إعلان الشكل النهائي لبنودها رسميًّا الذي لم يتم حتى الان، فإن يوم 14 مايو 2018م سيظل محفورًا في تاريخ الصراع على الأرض والإنسان، وهو تاريخ نقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، فربما كانت كل "بروباجندا" الصفقة المزعومة مجرد ساتر دخاني كبير لتمرير الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتنفيذ المخطط الأمريكي لذلك الذي تم في تسعينات القرن الماضي، ورغم أن سيناريوهات فشل الطرح الرسمي للصفقة عالية جدًا في مقابل احتمالات نجاحه، إلا أنه سيتبقى أثر الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.."

 

ثم قدم الجوهري توصية خاصة  تقول:

"في هذا الصدد توصي الدراسة في خاتمتها بأن تكون لحظة الإعلان الرسمي عن الصفقة؛ هي نقطة التحول في الاستراتيجية الفلسطينية بالتحرك القانوني في كافة المؤسسات الأممية، سعيًّا لاستصدار قرار أممي بالإدانة والرفض وعدم الاعتراف ليصبح مرجعية جديدة في أي تفاوض مستقبلي."

 

وفي العموم قال الجوهري بأن الدراسة توصي بعدة مقترحات طويلة الأجل لمواجهة مخططات صفقة القرن تجاه القدس والصراع عليها وفلسطين، وتسلط الضوء على عدة نقاط يجب الاهتمام بها عربيًّا وهي:

 

- ضعف الخطاب العربي المعرفي والثقافي الحالي إزاء المواجهة مع الغرب، وضرورة تطوير خطاب علمي جديد من خلال مراكز بحثية متخصصة، وفي الوقت نفسه تطوير خطاب جماهيري جديد للرفع من الوعي بالقضية وأسسها بالشارع العربي، ومواجهة ادعاءات "تيار الاستلاب" الذي نشط مؤخرًا في المشهد العربي.

- الصفقة هي ضمن نمط متكرر لعرض اتفاقيات متغيرة الاسم، مشتركة الغرض للهروب من الحقوق العربية بالتدريج، وضرورة وضع خطة طويلة الأمد باتفاقيات وأهداف عربية مضادة، حتى الوصول لتحقيق السيطرة في الصراع وامتلاك مقدرات ذلك.

- عادة ما يُضيق الاحتلال الصهيوني ظروف المعيشة الاقتصادية على الفلسطينيين، لتكون ورقة مساومة مستمرة، بما يستتبع تطوير حلول غير نمطية لتوفير التمكين الاقتصادي لفلسطيني الداخل، عبر مشاريع خارجية وداخلية تمول استمرار الحياة بكرامة تحت الحصار.

- تعد الصفقة تتويجًا لخرافة الفصل بين المسار السياسي وحل القضية، وتوفير المتطلبات الأساسية للحياة، بما يستوجب أولوية الحل السياسي في أي اتفاقيات قادمة وتجاوز تكتيكات كسب الوقت الصهيونية.

- قِدَم محاولات فصل سيناء عن مصر وادعاءات الغرب المتكررة في هذا السياق، منذ بدايات القرن الماضي، كفكرة مستقرة في العقلية الغربية والصهيونية، بما يستتبع ضرورة تعمير سيناء بالكامل وربطها بالوادي، وقطع الطريق على هذا المسار للأبد.

- ضرورة إعلان وثيقة مبادئ أساسية عربية جديدة وطرحها على الجميع، لتكون وسيلة لتحقيق الإجماع العربي في أسس التفاوض الراهنة والمستجدة بالقضية الفلسطينية، بما يضمن نوعًا من توحد الجماهير العربية مع الأنظمة السياسية مع التيارات الحزبية ورائها.

 

أخبار اخرى فى القسم