الخميس 25 أبريل 2024 - 02:08 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية تقارير الكاتب الصحفي صلاح صيام يكتب : يخرج الصالح من الفاسد (10)

 

 لحظة فارقة
 

الكاتب الصحفي صلاح صيام يكتب : يخرج الصالح من الفاسد (10)

  الأحد 03 مايو 2020 11:23 صباحاً   




ابن أشد أعداء الإسلام ضراوة في جحود الحق وإنكاره، رغم علمه بصدقية نبوءة الرسول , لكنه الكبر والتمرد على قبول الحق والاعتراف به. وعندما جاء الرسول بالدعوة إلى الله وتوحيده: تصدى له أبوجهل، وكان عدوا لهذا الدين ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنعه الكبر والغرور والغيرة، فأخذ عكرمة طريق أبيه فرفض الإسلام ودعوة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بادئ الأمر. وفى غزوة بدر تجمع المشركون تحت قيادة أبي جهل فرعون هذه الأمة، ومعه ابنه عكرمة وبدأت المعركه، وكان أبوجهل يجول فى الناس، فهجم عليه الفتيان معاذ ومعوذ رضي الله عنهما كالبرق، وضرب أبا جهل؛ حتى وقع قتيلا، فتحرك عكرمة سريعا فضرب معاذ رضي الله عنه ضربة عظيمة على عاتقه، فطرحت يده، فتعلقت بجلدة من جنبه، ورأي عكرمه أباه صريعا أمام عينه، وانتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين، وفر عكرمة ومن معه من المشركين، وخلفت هذه الغزوة قتل القادة وسادة قريش، وزادت عدواة عكرمة للإسلام والمسلمين. وفي غزوة الأحزاب تجمع المشركون وخرج أبوسفيان وعكرمة بجيش من مكة، واتفق مع القبائل واليهود على قتال المسلمين، وكان العدد يفوق عدد المسلمين. وحفر المسلمون الخندق، ولم يتمكن المشركون من اقتحام المدنية، وحاصرها المشركون أياما طوالا، ويُقرِّر الرسول الرحيم: العفو عن جميع أهل مكة من المشركين، إلا أربعة أنفس منهم: عكرمة بن أبي جهل، ويأمر بقتلهم وإنْ وجدوا متعلقين بأستار الكعبة, فهرب عكرمة ولحق باليمن وقال "لئن أنجاني الله من هذا لأرجعَنَّ إلى محمد ولأضعنَّ يدي في يده" فرجع إلى مكة فأسلم وحسن إسلامه. وتُسلِم زوجته أم حكيم، وتستأمن له من رسول الله فيؤمِّنه، وتسير إليه الزوجة الحريصة على نجاته من النار وهو باليمن ، فيقدم معها، ويُعلِن أمام رسول الله: شهادة الإسلام، فسُرَّ بذلك. ومنذ إسلامه حاول أن يعوض ما فاته من الخير، فقد أتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: "يا رسول الله، والله لا أترك مقامًا قمتُهُ لأصدَّ به عن سبيل الله إلا قمتُ مثله في سبيله، ولا أترك نفقةً أنفقتها لأصد بها عن سبيل الله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله"رواه ابن أبي شيبة. تعلق عكرمة بالقرآن الكريم تعلقا عميقا، فكان يأخذ المصحف، فيضعه على وجهه ويقول: "كلام ربي، كلام ربي"، وكان رضي الله عنه شديد الإيثار، روى حبيب بن أبي ثابت: أن الحارث بن هشام، وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة جرحوا يوم اليرموك، فدعا الحارث بن هشام بماء ليشربه، فنظر إليه عكرمة، فقال الحارث: ادفعوه إلى عكرمة. فلما أخذه عكرمة نظر إليه عياش، فقال عكرمة: ادفعوه إلى عياش. فما وصل إلى عياش ولا إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعًا وما ذاقوه. تأثر عكرمة بشخصية الرسول تأثرا عظيما ، فحينما قدم عكرمة ليعلن إسلامه وثب النبي إليه دون رداء مستقبلاً له؛ فرحًا بقدومه، وقال له: "مرحبًا بالراكب المهاجر". ولعل الحبيب عانقه، فأزال ما على قلبه من ركام الجاهلية. ولا شك أن لهذه المواقف العظيمة وغيرها من المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان لها أعظمَ الأثر في نفس هذا الصحابي العظيم. تُوُفِّي رضي الله عنه في معركة اليرموك، فوُجد به بضع وسبعون ما بين طعنة وضربة ورمية. وهكذا فإن صناديد الكفر أخرج الله من أصلابهم صناديد في نصرة الإسلام. صلاح صيام SALAH_ALWAFD@YAHOO.COM

 

أخبار اخرى فى القسم