الأحد 19 مايو 2024 - 05:30 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع "ثقب ابره" قصة قصيرة : ليلى المليس باريس

 

 
 

"ثقب ابره" قصة قصيرة : ليلى المليس باريس

  السبت 09 مايو 2020 09:20 مساءً   




" فيروس جديد يظهر في الصين" كان هذا عنوان معظم النشرات الإخبارية التي تبثها جل القنوات العالمية، فيروس كورونا القاتل الذي حصد العديد من الارواح منذ الوهلة الأولى، ظننته خبرا أسودا مثل أغلبية الأخبار التي نسمعها والتي يضخم الإعلام من شأنها، في حين أن هناك أحداث إنسانية موجعة يجب الوقوف عليها بكثير من الاهتمام، مئات من الأشخاص إن لم أقل الاَلاف تموت بسبب الجوع والحروب المصطنعة.

صادفت زميلي الشاب الصيني، كان كلما رآني بادرني بالتحية والابتسامة، كان على غير عادته عبوسا شريدا، بادرته بالسؤال عن سبب هذا الضيق الذي هو فيه.

كان جوابه سؤالا اَخر:

ألم تسمعي بما يقع في الصين؟

نعم سمعت لكن الأمر سيمر بسلام، لا تقلق

بدأت أنزعج من الأشخاص الذين ينظرون إلي  في المواصلات

ليس ذنبك إن كان أحد من بلدك أكل خفاشا( قلت هذا مازحة)

أتعتقدين أنها فعلا قضية خفاش؟!!

التحق بنا زميلنا الإيطالي، قائلا:

ما بكما؟

زميلك قلق بسبب ما يقع في الصين، ألست خائفا؟

رد علي مازحا كعادته:

على العموم أنا لم أوقع بعد على وثيقة دخوله إلى إيطاليا، لذا لن يدخل أبدا، إذا أراد الدخول لابد أن اذَن له أولا.

قال هذا وانهمك في عمله.

لم نعر الكثير من الاهتمام لما يحدث، كنا نظن أنها مرحلة عابرة فكل واحد منا يعتقد دائما أن الأخرين هم من سيصابون وهو في منأى ومأمن.

لم أغير شيئا من عادتي كنت أضع شالا على كتفي وأغطي به الأنف والفم تفاديا للبرد أما غسل اليدين لم أبالغ فيه ولم أقتر.

بعد أسبوعين التقيت الشاب الصيني، كان مبتسما هذه المرة، أظن أنه اعتاد على الأمر وأنزل عبء الجائحة من على كتفيه، جعلها على عاتق من أكل الخفاش أو على الجوع والرغبة أو على الخفاش نفسه.

فاجأني قائلا:

أتعرفين أن أحد سائقي الحافلة التي اعتدت على استقالتها قد أًصيب بالفيروس؟

بدأت أنظر إلى يدي وقد عودت نفسي على عدم المصافحة، منذ أن نُشرت تعليمات الوقاية في كل مكان، ولا أخفيكم سرا إن قلت أني وجدت الكثير من الحكمة في ما فرضه الضيف الكوني الغير المرغوب فيه.

أجبت بغير اهتمام:

لا علم لي، لكن في  مرة  من المرات كنت في الحافلة وكانت مكتظة عن اَخرها، حين بدأ أحد الركاب يسعل نهره السائق وطلب منه عدم السعال في الهواء كما طلب فتح النوافذ...

كان هذا الفيروس في الصين، وهاهو يدخل إيطاليا رغم أن زميلي لم يأذن له بالدخول  و ها هو يصل إلى الحافلة التي أجلس فيها مطمئنة أقر او أتأمل.

العالم فعلا أصبح أصغر من ثقب الإبرة.

 

أخبار اخرى فى القسم