الأحد 19 مايو 2024 - 02:37 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية تقارير صلاح صيام يكتب:الولد الصالح والوالد العاصى

 

 لحظة فارقة
 

صلاح صيام يكتب:الولد الصالح والوالد العاصى

  الاثنين 18 مايو 2020 05:02 مساءً   




يقول الشيخ أحمد القطان :أصيب والدي بمرض يشبه الشلل, وأصبح مقعداً لا يستطيع المشي ونفذت جميع مدخراته حتى أصبح يخرج وهو يزحف إلى الشارع لعله يجد من يجود عليه ولو بكسرة خبز.

عشر سنوات وهو جالس البيت بلا علاج وصفوا له شيخاً من المنتسبين للدين يقرأ على الناس الآيات والأحاديث للاستشفاء, وكان أول سؤال وجّهه إلى والدي -مع الأسف الشديد- : (كم تدفع على هذه القراءة؟!فقال والدي -رحمه الله- : أنا رجل فقير ومقعد وليس في جيبي إلا هذه النصف روبية هي ثمن طعامي أنا ووالدتي.. فقال المدعى هذه لا تكفي .. وطلب أكثر من ذلك.. فلما لم يعطه والدي ما يريد خرج ولم يقرأ عليه شيئاً. أحسّ والدي بامتعاض شديد جعله يكره الدين ويكره من ينتسب إليه, واستغل فصاحته فى السخرية بالمتدينين بسبب ذلك الموقف , ونصحه رجلا بالذهاب الى مستشفى تابع لإرساليات التبشير (النصرانية) التي تعمل لتنصير المسلمين أو إخراجهم من دينهم على الأقل,فقال والدي ولكن كيف أستطيع الوصول إلى هذا المستشفى وهو بعيد عني بيتي وأنا لا أستطيع المشي. وعند أذان الفجر زحف والدي رحمه الله على فخذيه من بيته إلى المستشفى (الأمريكاني)  فما وصله –زحفاً- إلا قبيل الظهر وكان ذلك في فصل الصيف. يقول رحمه الله : فلما وصلت إلى جدار المستشفى لم تبق فيّ قطرة ماء لا في فمي ولا في عيني ولا جسمي... وأحسست أن الشمس تحرقني وأكاد أموت حتى إني لا أستطيع أن أتكلم أو أصرخ أنادي.. فدنوت من الجدار ونمت وبدأت أتشهد استعداداً للموت. يقول: ثم أغمي عليّ وظننت أني متّ فلما فتحت عيني إذا أنا في بيتي وبجواري دواء.. قال: فسألت الناس في المستشفى: ماذا حدث؟ فقالوا: إن الناس قد أخبروا الطبيب بأن هناك رجلاً قد أغمي عليه عند جدار المستشفى فنظر من النافذة فرآه فنزل مع الممرضين وحملوه ودخلوا به ثم بعد ذلك قام بتشخيصه تشخيصاً كاملاً حتى عرف المرض وأعطاه حقنة ثم بعد ذلك أعطاه الدواء وحمله بسيارته الخاصة وأوصله إلى البيت. قال والدي -رحمه الله-: فلما وضعتُ يدي في جيبي وجدتُ بها خمس روبيات فسألت: من الذي وضع هذه الروبيات في جيبي؟ فقالت الوالدة وضعها الدكتور الذي أحضرك إلى هنا, شُفي والدى وظل ذلك الطبيب يزوره في كل أسبوع مرة ويعالجه إلى أن تحسنت صحته وبدأ يعمل. بعد ذلك استمر والدي يسخر من المتدينين بل ومنى شخصيا. ومرض الوالد مرضاً عضالاً.. وأصبح طريح الفراش في المستشفى حتى إنه لا يستطيع الذهاب إلى مكان قضاء الحاجة وأخذ يتفنّن في مطالبه يختبرني هل أطيعه أم لا؟ فكان في جوف الليل يأمرني بأن أحضر له نوعاً من أنواع الفاكهة النادرة , وعندما أقدمها له لا يأكلها.. فإذا أراد أن يقضي الحاجة أضع يدي تحت مقعدته حتى يقضي حاجته في يدي ، وهو يتعجّب من هذا السلوك.

وقد تكررت هذه الحادثة في كل عشر دقائق مر,. فلما رأى والدي هذا التصرف يتكرر مني أكثر من مرة أخذ يبكي ثم سألني: هل جميع هؤلاء الشباب المتدينين مثلك؟.. قلت له: بل أحسن مني، ولكنك لا تعرفهم.. وكانوا يزورونه ويسلمون عليه, فبدأ يصلي ويصوم ويحب الدين ويذكر الله.. ولا يفتر لسانه عن ذكر الله وقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.

صلاح صيام

SALAH_ALWAFD@YAHOO.COM

 

أخبار اخرى فى القسم