الخميس 25 أبريل 2024 - 02:25 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع الأديب المغربي نور الدين بو صباع يكتب عن : الأصولية ضد الحداثة (1)

 

 
 

الأديب المغربي نور الدين بو صباع يكتب عن : الأصولية ضد الحداثة (1)

  الخميس 13 أغسطس 2020 04:43 مساءً   




في " الرحلة الإبريزية إلى الديار الأنجليزية سنة 1276هــ/ 1860 مــ"

لمؤلفه ابي الجمال محمد الطاهر بن عبد الرحمن الفاسي

ما السبب الذي يجعل الأصوليين يعتبرون  أنفسهم على حق وأنهم من يمتلكون الحقيقية الحصرية والمطلقة، وأن كل ما يقومون به و يصدر عنهم هو عين الصواب وهو جوهر الكينونة الوجودية وكمالها؟ و ما الدافع الذي يجعل الأصوليين كذلك يستصغرون ويسفهون الآخرين ويجوز ويباح لهم شتم ولعن المخالفين لهم والانتقاص من قدرهم؟ وايضا ما الداعي للتشبث بوهم الخيرية من خلال الآية " كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن اهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون" (آل عمران 110) و الاعتقاد الراسخ بواجب الشهادة على الناس من خلال الآية" وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"( البقرة 143).

فمن هو الأصولي؟ و ما هي تمثلاته للذات و العالم و الحياة؟

يمكن تعريف الأصولي بأنه الشخص والفرد المتمسك بالنصوص الأصلية والتأسيسية الأولى، والمتشبث بشكل ارثودوكسي متشدد باستعادة الماضي الذي يراه منتهى الكمال، وأنه خير الأزمان و أزهى العصور، وأنه الماضي الذي يجب أن يستمر في الحاضر والمستقبل إن أردنا أن نكون خير الأمم، وذلك انطلاقا من اجتراره اللاواعي لقولة الإمام مالك" لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها"،  وهذا ما يجعله تفكيره ماضويا لا يرى المستقبل إلى بمنظار النصوص القديمة وتمجيدها، و استعادة تفكير الأولين و اجتهاداتهم التي كانت ولازالت ولابد أن تستمر في صياغة تفكير الناس اليوم وضرورة الالتزام بها إن اردنا الخلاص، وهذا ما يجعل من التفكير الأصولي فكرا معاديا للتقدم و الحداثة وكل ما يأتي من الغرب الكافر والاستهانة به وفي بعض الاحيان وجوب الاستيلاء عليه تأسيسا على مقولة " الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها"

تفكير وتكوين وبنية عقلية الأصولي يطبعه وهم التفوق و عقدة الاستعلاء و التميز عن غيره من الناس، ولهذا فهو يرى نفسه الوحيد من يحق له احتكار الحقيقة فهو الحقيقة والحقيقة هو و هذا ما يجعله إنسانا متعصبا بامتياز و يجعل  سلوكه سلوكا عنيفا يتميز بالاقصاء و التكبر و الاستخفاف و ربما تكفير الغير الذي لايوفقه الرأي أو العقيدة او المذهب، وايضا الأصولي يرى أن العالم كله يدور حوله وأنه مركز الكينونة واصل الحقيقة و هو الحاضن لها وأنه يجب على الجميع ان يدور في فلكه، ولهذا فالعالم الذي يريده الاصولي هو عالم الاجترار و عالم السكون، وهو العالم المحكوم بزمن دائري لايراوح مكانه زمن لا تاريخي ممعن في اجترار إعادة فائض انتاج التخلف والتبعية والوهم، وأيضا الاصولي يرى أن الحياة هي مجرد دار ابتلاء و أنه لاينبغي ان تغرنا مادامت فانية ولهذا وجب ذمها وعدم الاكتراث بها و تبخيسها، والتفكير فقط في الآخرة والابتعاد عن التفكير في تحسين شروط الحياة التي يراها الأصولي لا تستحق كل هذا الجهد البشري  الذي يستعمل عقله وتفكيره من أجل تحقيق رفاهية الانسان و تحقيق شروط إقباله عليها، وعليه هل تليق العبادة مع الفقر والتهميش؟

يتبع في المقالة الثانية....

 

أخبار اخرى فى القسم