الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 10:55 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع عبد الله السلايمة يكتب: بين "آن" و "استبرق

 

 
 

عبد الله السلايمة يكتب: بين "آن" و "استبرق

  الخميس 20 أغسطس 2020 08:48 مساءً   




 

 

رغم تشابه ظروفالفتاة الفلسطينية "استبرق نور"، والفتاة اليهودية الألمانية(آن فرانك)، إلا أن المجتمع الدولي تعامل مع مآساة كل منهما بشكل مختلف، ففي الوقت الذي انحاز العالم لقضية"آن" التي كشفت عنها مذكراتها أو يومياتها أثناء فترة اختبائها من النازية الألمانية عام 1933، أغمض العالم عينيه عن مأساة الفتاة الفلسطينية العربية "استبرق"!.

الأمر الذي يؤكد ليس فقط موت ضمير العالم، وكيله بمكاييل مختلفة، بل غياب  دور منظمة الأمم المتحدة التي تمثّله، ومعه غياب العدل التي أنشأت لأجل تحقيقه!.  

والأمر الذي دفع بالكاتبة والشاعرة الفلسطينية شوقية عروق، للتساؤل عبر صفحتها "فيس بوك": ماذا فعلت "استبرق " لكي يطلق عليها جنود الإحتلال الإسرايئلي النار؟، ولماذا اعتقلوها؟ ولماذا هي أسيرة؟، وسؤالها: لماذا لا توجد صبية فلسطينية تكتب مذكراتها مثل آن فرانك؟

"استبرق" طفلة  في الرابعة عشر  من قرية "مادما" جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية، لكنها لم تستطع الهرب من النازية الاسرائيلية مثلما فعلت "آن" من قبل  مع عائلتها وبعض اصدقائها، إذ فوجئت صباح يوم 21 من أكتوبر عام  2015بينما كانت في طريقها إلى مدرستها بسيارة عسكرية إسرائيلية توقفها وتطلق عليها النار، وتبقى ملقاة في عرض الشارع حتى جاءت سيارة إسعاف ونقلتها إلى مستشفى "شنايدر" في إسرائيل، ومنه نقلت إلى السجن بتهمة(نيتها!) تنفيذ عملية قرب مستوطنة "يتسهار"، وأصدرت محكمة الإحتلال الإسرائيلي بحقها حكمًا بالسجن عشرين شهراً، إضافة إلى غرامة مالية قدرها ثلاثة آلاف شيكل!.

ولم يحرك العالم ساكنًا أمام مأساتها، ولم يجرؤ على وصف ما حدث لها بالجريمة التي تستوجب العقاب، صمت تمامًا كما صمت من قبل، ومازال صامتًا، على ممارسة الاحتلال الإسرائيلي لعملية التطهير العرقي المستمرة ضد الشعب الفلسطيني!.

قصة "استبرق" موازية لقصة الفتاة اليهودية الألمانية "آن فرانك" التي قالت شوقية عروق لم يترك العالم أوراقها إلا وقام بلمسها وشم عبق عذابها وطارد خوفها!. وكانت مذكراتها الشجرة التي أثمرت الأضواء، والسماء التي أمطرت وجوهًا، وأفلامًا، وأغنيات، وصورًا ورسومات جميعها ترتدي أثواب العطف والحنان، تتقمص الإنسانية التي أكلها الوحش النازي ولم يرحم طفولتها. إذا كان عندهم صفحات آنا فرانك .. فنحن نملك آلاف الفرانكات الفلسطينية ..".

"آن فرانك" فتاة يهودية هربت عام 1933من ألمانيا إلى هولندا خوفًا من النازية الألمانية، عاشت لمدة عامين مع عائلتها وأربعة من أصدقائها  مختبئة في ملحق سري لمستودع في مدينة أمستردام، لكن النازية عثرت عليها ومن معها، وتم اعتقالهم وترحيلهم إلى محتشد (أوشفيتز)، ثم إلى محتشد (بيرغن بيلسن) حيث توفيت "آن" وهي في الخامسة عشر متأثرة بمرض التيفوس، كان والدها "أوتو فرانك" الناجي الوحيد للعائلة، بعد فترة وجيزة من عودته إلى أمستردام عام في 1945. وافق على نشر مذكرات ابنته بعد انتهاء الحرب مباشرة، فظهرت أول طبعة هولندية من كتاب "مذكرات آن فرانك" 1947، وبعد ترجمته إلى اللغة الإنجليزية عام 1952 لاقى اهتمامًا وشعبية كبيرين، ليصبح الكتاب الأشهر في العالم.

"مذكرات فتاة صغيرة " العنوان الذي وجدت فيه الصهيونية السلالم المتحركة للوصول إلى ممالك التعاطف، واتخذ الشعب اليهودي من قصتها مثالاً للبطولة، ودائمًا مذكراتها موجودة في كل المناسبات اليهودية فهي شعلة الاضطهاد".

وتتساءل عروق: "لماذا حتى اليوم لم تستطع فتاة فلسطينية كتابة مذكراتها بجرأة، في كل المذابح والحروب والحصار؟! ، لم تقف فتاة صغيرة مسجلة مذكرات خوفها وانتظار الموت المفزع، رغم أن الصور سجلت المذابح ضد الفلسطينيين، من جثث منتفخة إلى جثث مقطعة الى دماء نازفة، رغم الكاميرات التي ما زالت تسجل يوميًا المطاردات والاعتقالات والحواجز والهدم، لكن لم نصل الى هذا الذهول، إلى لمعان الحدث الذي يسابق الأحزان والمنافي واللجوء، لم نصل إلى هز الضمير العالمي عبر استراتيجية إعلامية، يجب أن تقوم بها السفارات الفلسطينية في الدول التي تتواجد فيها، تقوم بها وزارة الاعلام الفلسطينية".

لا شك أن هناك الكثير ممن يجهل حقيقةأن مذكرات آن فرانكليست حقيقية بالكامل، أضاف إليها الإحتلال الإسرائيلي، و كالعادة استغل ماكينة الإعلام الصهيوني لكسب المزيد من التعاطف الدولي!. ومما لا شك فيه أننا نؤكد

مع ابنة فلسطين الكاتبة شوقية عروق على ضرورة أن تحذو الفتاة والمرأة الفلسطينية حذو آنا فرانك وتكتب مذكراتها، فهكذا سيتم فضح ممارسات وأكاذيب ونازية الصهيونية واستباحتها للدم والتاريخ والوجود الفلسطيني، فضلاً عن افتضاحها لتهافت بعض الحُكّام العرب علنًا وبلا خجل من شعوبهم لطلب ود إسرائيل ونيل رضاها لإرضاء سيدتهم وحامية كراسي عروشهم أمريكا، في الوقت الذي يُعلن أبناء إسرائيل نفسها أنها دولة مغتصبة ومارقة وعنصرية، وأنها كاذبة في ادعائها بأنها دولة ديمقراطية. من بينهم هؤلاء: الكاتب الإسرائيلي “إيلان بابيه” الذي طالب العالم في كتابه ”التطهير العرقي” قائلاً: "إنَّ كل دولة تتبنَّى التطهير العرقي، لا يمكن أن تُسمَّى دولة ديموقراطية، لذلك فعلى العالم كله أن يتعامل مع إسرائيل مثلما كان يتعامل مع دولة جنوب إفريقية".

وقال الصحفي الإسرائيلي المستقل وعضو الكنيست السابق "يوري أفنيري": "أن الهولوكوست منح اليهود حصانة أخلاقية ورخصة لفعل أي شيء يرغبون في فعله".

إذا كانت الأقوال السابقة لكتاب اسرائيليين يدينون فيها دولتهم، ويصفونها بأنها مغتصبة للأرض الفلسطينية، فكيف أمكن لبعض حكامنا الأفذاذ تجاهل ذلك، والارتماء في حضن إسرائيل؟!. أمر مثير للعجب حقًا!.

 

 

 

 

 

 

أخبار اخرى فى القسم