السبت 20 أبريل 2024 - 06:14 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع أَحِبّاءُ اللحَظةِ الأَخيرةِ..شعر محمد الكفراوي

 

 
 

أَحِبّاءُ اللحَظةِ الأَخيرةِ..شعر محمد الكفراوي

  الأحد 30 أغسطس 2020 06:31 مساءً   




أَحِبّاءُ اللحَظةِ الأَخيرةِ

فِي اللّحظةِ الأَخيرةِ

الأَحبّاءُ عَادةً لا يَتَكلّمونَ

فَقط يَتَألّمونَ ثُمّ يُغادِرونْ

والآنْ

أنتِ بِعيدةٌ عنِّي

ومعَ ذَلكَ مَا زِلتُ أَتَسَاءلُ

هلْ يَكفِي أنْ أَتَنَفّسَ هَواءَكِ

كَيْ أُعيدَكِ إلىّ..

وهلْ مَا زِلتِ تَمتَلكِينَ مَلمَسًا رَطِبًا

مِثلَ مَحطاتِ المِترو؟

اِنْتَظِري

سَأُعِيدُكِ إِلىّ

وأُخْبِرُكِ بِكُلّ مَا نَسيتُ

أنتِ امرَأةٌ طَيّبةٌ ومُطِيعةٌ

وسَتَجلسينَ حَيثُ آمُرُكِ

أعرفُ ذَلكَ

هيَّا

اِحمِلي حَقِيبَتَكِ الجِلْديّةَ واتْبَعِينِي

سَنجلِسُ هُنَاكَ.. فِي البَعيدِ

«حَيثُ العَالَمُ المُستَحيلُ

العَالَمُ الذِي لاَ تَسكُنُهُ حتي الآلِهةُ»*

لاَ تَخَافِي يا امرَأةُ

سيَكُونُ المَكانُ أَفضلَ بِكَثيرٍ مِمّا تَظُنّينَ

حيثُ النّيلُ هَادئٌ وطَازجٌ

سَنَرَى الأَحبّاءَ وهُمْ يُدَلِّكُونَ أَعضَاءَ الوَقتِ

بِأَطرَافِ أَصَابِعِهمُ النَّشوَانَةِ

لِنَنْظُرَ إليهم وَنَبتَسمَ

ورُبّما سَاعدنَاهُم فِي ذَلكَ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*"رامبو وزمن القتلة" هنري ميللرـ ت: سعدي يوسف

وبَعدُهَا

علينَا أنْ نُفَكِّرَ بِجِدّيّةٍ

فِي مَشرُوعِ قُبْلةٍ طَويلَةِ المَدَى

لا تَخْجَلِي مِنّى يَا امرَأةٌ

فَقَدْ حَانَ الوقتُ لِكىْ تَتَذَوّقِي فَمِي

لا لِشَيْءٍ

فِقطْ لِتَتَأَكّدِي أَنَّني

مِثلُ كُلِّ الذينَ يُدَخِنُونَ بِشَرَاهَةٍ

طَعمُ فَمِي مُرٌ

وِأَنّنى حَزينٌ.

سنَبدأُ مِن جَديدٍ

سنَضحَكُ سَويًّا وَنَتَأَلّمُ سَويًّا

ما دُمنَا معًا عَلَيْنا أَلّا نَشعرُ بِالوِحدَةِ

على الوِحدةِ أنْ تَأتِي وتُغَادِرَ

دُونَ أنْ نَرَاها

هَاتِي يَدَكِ اليُمنَى

حَرّكِيها بِهدوءٍ على يَسَارِ صَدرِى

بِهِدوءٍ

أَجلْ.. هَكَذا

لابُدَّ أَنّكِ شَعُرتِ بِبُرُودَةٍ مَا

ولَكنْ أُقْسِمُ لَكِ

أنَّكِ مُنذُ وَضَعتِ يَدَكِ

شَعُرتُ بِاخْتِلافٍ كَبيرٍ

فَمَثلًا أصْبَحتْ النّهاراتُ سَاطِعَةً

كَظِهرِ امرأةٍ سَمرَاءَ تَتَعرّى بِهدوءٍ

وهَا أنَا ذَا

أَتَنَفّسُ بِدِفءٍ

وأُلاحِظُ شَيئًا عَليكِ

أَعتَقدُ أنّ وَزنَكِ زَادَ بِضعَةَ كِيلو جِرَامات

ومَلامِحَكِ أيضًا اختَلَفتْ قَلِيلًا

لقَدْ أَصبِحتِ مُرهِبةً وجَذّابةً

أصبَحتِ تَمتَلكينَ وَجهَ سَيّدةٍ كَبيرةٍ

مِثلَ أولئِك اللائِي يُحِبُّهُنَّ الجَميعُ

وعَرِفتُ الآنَ مَا يُمكِنُ أنْ يَحدُثَ

حينَ تُدَلّكُ يَدُ امرأةٍ جَمِيلةٍ

قلبَ رجُلٍ وَحيدٍ.

اسمَعِي

عِندِي لَكِ مُفَاجَأةً

أَعتَقدُ أنَّ هُنَاكَ عِلاقةً وَطِيدةً

بينَ الوُجَوهِ الجَمِيلةِ التِي مِثلَ وَجْهِكِ

وبينَ المُفَاجَآتِ

اليومُ 17/ أكتوبر

هوَ عِيدُ مَيلادِي

ولَمْ يُهَنّئنِي أحدٌ

وهَا أنَا أستَمعُ وحدِى إلي أُغِنيةِ فَريدِ الأَطرشِ

"عُدتَ يَا يومَ مَولِدي"

تَضحَكينْ!

حسنًا.. كُنتُ أَعرفُ أنّكِ سَتَضحَكينْ

لأَنَّ مِثلَ هَذهِ المُناسَباتِ لمْ تَعُدْ تَليقُ بِالتّهنِئةِ

 لَكنّنى تَقليديٌّ وبَسيطٌ كَما تَرينْ

كُنتُ أَوَدُّ لَوْ..

لوْ أَهدَانِي شَخصٌ ما أيَّ شَيْءٍ

لَكِنْ

لاَ فَائِدةً

يجِبُ أنْ أعتَرفَ أنّني وَحيدٌ

لا عَليكِ يِا امرَأةُ

فقدْ اعْتَدتُ على ذَلكَ

الوِحدةُ فِي حدِّ ذَاتِها لا تُقلِقُني

ما يُقلِقُني هوَ أنْ يكونَ ثَمّةْ وحَداءٌ آخرُونَ

ذلكَ مَا جَعَلنِي أُفكّرُ طَويلًا

لِمَاذا لا تَتَجمّعُ الوحدةُ كُلُّها فِي إنسانٍ واحدٍ

أعرِفُ كَمْ هِيَ قَاسِيةٌ ومؤلِمةٌ

ولَوْ تَجمّعتْ على شَخصٍ واحدٍ لا شَكَّ سَتَقتُلُهُ

المُهِمُّ ألَّا تَتَوزّعْ على الجَميعِ

فَليُضَحي أَحَدُنا إذَنْ

فِدَاءً لِعَذَاباتِ الجَميعِ

اعْذُرينِي يَا امْرأةُ

يَبدو أنّني أطلْتُ عليكِ بِلا دَاعٍ

لكِنْ كَانَ يَجِبُ أنْ أَتَحدثَ إلي أَحدٍ

والآن

عَلينَا أنْ نُنَفِّذَ تِراجِيديَا الفُرَاقِ كَمَا يَنْبَغِي

تَمَامًا مِثلَ كُلِّ الأَحِبّاءِ فِي اللحَظَةِ الأَخيرَةِ

لَنْ نَتَكَلّمَ

فَقَطْ سنَتَأَلّمُ ثُمَّ نُغَادِرُ

بِهُدُوءٍ

بِهِدُوءٍ تَامٍ....

أَجَلْ.. هَكَذَا

 

أخبار اخرى فى القسم