الخميس 25 أبريل 2024 - 10:43 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية تقارير سيد يونس يكتب عن. : الشاعر  الراحل محمود مغربي "الولد الفوضى"

 

 
 

سيد يونس يكتب عن. : الشاعر  الراحل محمود مغربي "الولد الفوضى"

  الجمعة 04 سبتمبر 2020 12:14 صباحاً   




هنا يجلس خلف مكتبه بمكتب بريد الحصايا  الذي لم يكن  دخلت عليه بعد  الآلات الحديثة كان يقع خلف استاد قنا الرياضي ونحن طلبه في قنا حيث السكن القابع بحوار مبني تتكدس فيه خطابات البريد ورائحة صمغها النفاذة ذات مرة دخلت مكتب البريد لارسال خطاب لاحدي الصفحات الأدبية ولم اكون يومها اتجهت للعمل الصحفي امبارك   شاب يجلس وصوته خافت يحسسك في تعامله مع الجمهور من اول وهلة برومانسية أبطال الأفلام القديمة انه امبارك ابراهيم الشاعر العظيم عرفني بنفسه قال انه شاعر قلت له يعني  زميل ضحك من أين قلت له من قوص قال هل تعرف مراد محمد حسن قلت له صدبقي اول من نشر ومجموعة من المواهب  في ديوان اغنيات جنوبية عن نادي أدب قوص قال  لي هناك  صديق شاعر اسمه محمود مغربي  يعمل بهيئة الطرق والكباري نجلس في كازينو عبد الله في الميدان الوسيع الذي  تتوسطه أشجار عاليه قلت اعرف كازينو عبداللاه طلب مني نلتقي بعد  المغرب وكازينو عبداللاه  مكان بديع عرفت بعدها انه كان  من رواد المكان الذي  هو ارقي من مقهى بلدي  وفي بلادنا  البعيدة يطلقون علي المقاهي التي يجلس عليها النخب كازينو وهي  ليست كازينوهات  بمفهوم العاصمة كما فيى شارع الهرم او جامعة الدول العربية انما هو  مقهي راقي عندما يريد أن يتفشخر احد او يعزم زميلة الدرس  يقولك  ماتيجي  اعزمك علي شاي في كازينو عبداللاه. وقد عرفت ان هذا المكان طول عمره ملتقي الادباء فقد كان يجلس عليه  الخال الابنودي وأمل دنقل وعبد الرحيم منصور  اثناء دراستهم بقنا المحافظة. جلست  وامبارك ثم جاء اعز اصدقائة الشهير باسم ديوانه الأول اغنية الولد  الفوضوي محمود مغربي شاب اسمر حليوة مبتسما يتمخطر في مشيه وكأنه يحضن الكون بذراعيه و علي باب المقهي   ابو يونس وكأنه يعرفني واعرفه منذ آلاف السنين بادرني حكي لي اليوم عنك امبارك بعدهاجاء الشاعر حمدي منصور شقيق الراحل عبد الرحيم منصور ثم عبد الرحيم طايع بخطوتة المسرعة وجدت محمود مغربي ضاحكا جلس يرنم مع نفسه مقطع من قصيدة له ويضحك "مالت علي وطوحت فستانها" كان عاشق الشيشة وظل ينصحني لم يكن الفارق بالسنوات الكبيرة لكن أزعم ان مغربي مع جلسة وامبارك مهد لي اشياء كثيرة الساعة أوشكت الثانية عشرة وبرد قنا صقيع بلدة عجيبة في كل شي الحرارة نار والبرد نار ونار من الصقيع عليك أن ترتدي كل ملابسك او تحمل معك قيادة من " الجل" روث البهايم الناشف غادرنا علي وعد التقيه ثان يوما في مقر عمله بمكتبه بالطرق والكباري بجوار موقف نجع حمادي ليهديني ديوانه اغنية الولد الفوضوي لم اكدب خبر في اليوم الثاني ذهبت اليه في الصباح كما توعدنا موظف الأمن الأستاذ محمود مغربي قال لي الشاعر رجل كبير بصوته العالي حيث مكتبه قريب يا استاذ محبوب هو من كل زملاء العمل حمل الديوان وقال محمود ضيف.. خرج مغربي بيري من القادم ربما تكون معجبة بقصائده.. ابويونس هو انت يافقري.. تفضل يارجل هي نشيش في مقهي قريب يلتقي فيه صحابه لياخذوا راحتهم ذهبنا كل الجلوس يعرفون مغربي حتي الكراسي تعرفه كل من  يمر عليه استاذ محمود ازيك ياشاعر وهو يناغش،هذا وذاك كانت قرابة النص ساعة كان لديه عمل مهم فجأة قال غدا تأتي الي البيت لنتغدي سويا وتاكل من يد ام خالد  البيض بالطماطم في اليوم الثالث من معرفتنا ذهبت اليه بيت تشم فيه رائحة الحب والطيبة والكرم جاء العم مغربي والده لايقل فيض من الحب عن ابنه متفهم كون ابنه شاعر رغم امية الرجل قام بالسلام بحميمية ثم جاءت السيدة الفاضلة ام خالد زوجة محمود مغربي وعرفني بشقيقه ثم جاءت البنت الكبري رباب محمود مغربي تمرح طفله كملاح وتصرفات ابيها الطفل الكبير اخذني الي ماكتبته صنعها بنفسه من الأخشاب " صومعته" تضم مجلات وكتب لم أراها من قبل  البيت كان يقع في منطقة اسمها الشئون حيث الرمال تفكرني بمناطق أسوان الرملية يسكن بجواره شاعر اخر رفاعي او  فتحي عبد السميع اصطخبني لانتعرف سويا ثلاثة شعراء، صرنا اصدقاء مرة واحدة محمود مغربي كان مكتبه في الطرق والكباري عامل زي دوار العمدة  طالبات جامعة يكتبن الشعر والقصة شعراء علي قارعة الطريق في بداياتهم ياتون اليه من أمثال احمد المريخي وسعد قليعي شعراء من محافظات اخري رايحين فين رايحين عند محمود مغربي نازلين بيته محمود مغربي ظل علاقتي به حتي رحيله حتي عندما استقريت القاهرة ما مرة نزل الا وهاتفني تعال انا في فندق الشمس بالعتبة طوال فترة أيامه التي يقضيها بالقاهرة لإنجاز عمله لايضيع وقته الا  يهاتف كل صحابه من استقروا القاهرة ليلتقيهم  يوزع عليهم قصائد المواهب لنشرها في صحفهم كان يحب أن يمهد الطرق يعبدها المواهب من حبي لمحمود مغربي ذات مرة وجهت لي دعوة للمشاركة في أحدي المؤتمرات بدولة عربية قلت لإدارة المؤتمر هل ممكن ارشح اثنان من الأصدقاء الشعراء الكبار قال رئيس المؤتمر فورا كان ممن رشحتهم محمود مغربي ومحمد آدم العجيب انه عندما نزلنا البلد العربي قال ساعزمكم علي الغداء عند صديقة له كاتبة قلت يا مغربي هو اينما ذهبنا حتي في بلاد الناس تمتلك بيوت واصدقاء اذهلني  عند مهاتفته الكاتبه عندما قالت له كبف لم تخبرني لااخذك بالسيارة من المطار بدلا من القطار عزمنا في بيت صديقته وكأنه صاحب الدار تذكرت ساعتها عليك أن تأخذ من كل بلد صديق وان الكريم لايضام قضينا قرابة الاسبوع سويا بالخارج اجمل ما يكون كلما ذهبنا مكان وجدنا لمحمود مغربي مريدية محمود مغربي عكس من في الوسط الثقافي كما قلت هو يعبد الطرق المواهب اذكر اول من جعلني ابدا مشواري الصحفي كان ذلك في صحيفة المحافظة صوت قنا عندما عرفني بمدير التحرير فكانت البداية  لانطلق بعدها للقاهرة في أحدي الصحف اليومية لم انسي لمحمود تشجيعه لي عندما قال استقر بالقاهرة المجال أرحب وأوسع وفعلا كان رحيل محمود مغربي بمثابة الصدمة لم أكن اتوقع رحيله ومن هول المفاجئة كنت اقول هو لم يزعل يوما ولم يحمل ضغينة لاحد كان ضاحكا منطلقا فكيف مثله ان يصاب بنزيف في المخ من يصابون بذلك من يحملون الهموم والكراهية هو كان كالعصافير يحلق بجناحين لكنه القدر ابو رباب رحمك الله الولد الفوضوي محمود مغربي في ذكراك 

 

أخبار اخرى فى القسم