الخميس 28 مارس 2024 - 07:14 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية خشبة المسرح فاطمة بومدين تكتب عن المسرحي الجزائري عبد القادر دقيش

 

 
 

فاطمة بومدين تكتب عن المسرحي الجزائري عبد القادر دقيش

  الاثنين 23 نوفمبر 2020 12:31 مساءً   




عرف المسرح الجزائري الكثير من الصعوبات بعد مروره بمراحل تاريخية مختلفة رغم قصرها الا انها تتميز عن ماسبقتها ويمكن أن نقول أنها 7 مراحل دون الإطالة في الذكر. ِ ان الدراما المسرحية الجزائرية، ومن خلال متابعتي لبعض إنتاجاتها في عدد من المهرجانات.. وجدت أن الرواية -دون غيرها من سائر الأجناس الأدبية- قدمت خدمات جليلة للمسرح الجزائري، حيث باشر عدد من الدراماتورجيين الجزائريين في درممة هذه الروايات والاستفادة من إمكاناتها الأدبية والفنية والجمالية والفكرية، وحققت النجاح ذاته في المسرح كما هي في البنية الروائية.. وعلى هذا الصدد نذكر المسرحية الجزائرية المعروفة بعنوان« الحطاب وهويشة الغاب» التي كتبها و أخرجها الأستاذ الكاتب و الشاعر عبد القادر دقيش حيث تمتعنا هذه المسرحية بمشاهدها وتقص لنا كيف قررت الحيوانات أن تثور ضد ملك الغابة و لعلى هذا الوصف البسيط يجعل القارئ ينتبه أن ماتحمله هذه المسرحية بين طياتها يشبه الى حد كبير ماجاءت بيه الرواية العالمية المشهورة «مزرعة الحيوان» لجورج اورويل. ما هذا الذكاء الذي يملكه مخرجنا و كاتبنا العظيم؟ وماهذي الشجاعة التي دفعت به نحو كتابة هذه المسرحية الرمزية التي تحمل رسالة سامية تحارب بها سلبيات الوطن الجافي لتواجهه وجها لوجه بواقعه الأليم!؟ أثناء حواري مع الشاعر و السيناريست عبد القادر دقيش سألته عن سبب عجز المجتمع الجزائري في الإبداعات الفنية خاصة في عالم المسرح فأجابني قائلا :...«ان المجتمع الذي يعجز عن حل أزماته سيعجز حتما في الإبداع الفني المسرحي حتى لو بذل الكثير من الجهود والمحاولات في سبيل استمراريته والارتقاء به إلى مستوى أحسن». أولا يعني هذا أن المسرح الجزائري بدأ يتراجع، بل بدأ يختنق و قريبا سيموت و يختفي بين طيات الماضي! أليس هذا الكلام الذي قاله المسرحي و الشاعر عبد القادر دعوة و تحذيرا لنا لنعيد النظر في تأسيس وتأثيث الفراغ المرعب الذي ينتاب الفعل المسرحي اليوم.! أوليست ثقافة المسرح ثقافة أرقى من كل الثقافات لأنها الوحيدة التي تتحكم بذاتها و بإمكانها أن تعود بنا و تسحبنا سحبا نحو العادات و التقاليد وهذا يعتبر عودة للتراث الحضري من أجل نقله بحلة عصرية و قالب جديد للعصر الذي نعيش فيه فنكون بذلك قد ضربنا عصفورين بحجر واحد. لقد أبدع السيناريست و المخرج و الشاعر الجزائري دقيش عبدالقادر المولودب 20 نوفمبر 1954 بمدينة تيارت منذ اول خطواته في المسرح عام 1976 و كذلك فى ميدان الشعر الشعبى و الشعر باللغة الفرنسية فقدم الكثير للجزائر و الشعب الجزائري حيث كتب فى المسرح مايلي: 1_ الساروت 2_الحطاب و هويشة الغاب 3_الكابوس 4_طايوان مايدان 5_فى انتظار القطار 6_السرطان و الاخطبوط و عندما سألته عن مسرحية الساروت أجابني بسؤال: «هل تعرفين ما هو مفتاح المدينة ؟ وقفت عاجزة و محتارة لأني لم أفهم و لم أكن أعرف حقا كنت صريحة معه وقلته له أنا حقا لا أعرف فأجابني بقصة : «معروف أن الساروت هو المفتاح فكرة هذه المسرحية على مفتاح المدينة» قال لي لقد طرحتُ على نفسي سؤالا في أحد الأيام لما خرجت فرنسا من الجزائر هل ركت لنا مفتاح المدينة؟ أم أننا صنعنا مفتاح آخر ! و شرح لي كيف أن هذا السؤال كان كفيلا ببناء هذه المسرحية العظيمة. لقد عرفت أن عبد القادر لا يحمل من الكتب و الروايات و غيرها من الأجناس أفكارا ليحولها فيما بعد الى مسرحيات بل كان يصنع من السؤال البسيط المعجزات أيضا. العجيب بشأن عبد القاد كيف أنه استطاع الجمع بين ابداعه المسرحي و لسانه الشعري فجاد علينا بأكثر من 100 قصيدة في الشعر الشعبي نذكرمنها: _الحيط _الشجرة _الخيمة و غيرها... ثم كتب أيضا باللغة الثانية 60 قصيدة ، وهذا المسار الحافل بالنشاط و الإبداع جعله يدخل من الباب العريض في عالم المسرح و الشعر حيث شارك عبد القادر دقيش في عدة مهرجنات سواء فى عالم المسرح او الشعر الشعبي و التي تحصل اثرها على شهادات تفَوق و امتياز تجاوز عددها الخمسين لتمهد له هذه الأخير طريقا نحو التمثيل فمثل فى اخر فيلم لأحمد راشدي المعنون ب "القلعة ذات الجسور السبع"و كذا مسرحية "فن الكوميديا" مع المخرج محمد شرشال بل ومثل في عدة مسرحيات من تأليفه الخاص ليتحول بذلك من شاعر و سيناريست و مخرج الى سيد الخشبة المسرحية. رغم الجهد الذي يقوم بيه الفنان المسرحي و المخرج و السيناريست يبقى عالم المسرح الواسع داخل الجزائر متراجعا لأننا لانعرف كما قال عبد القادر سياسة واضحة للثقافة بصفة عامة ليزدهر هذا الفن مرة أخرى و أرجع الأمر أيضا إلى أنه لايوجد قانون أساسي للفنان ليبقى هذا الاخير مهمش الا اذا كان عنده معرفة سوءا على مستوى وزارة الثقافة أو على مستوى المسارح الجهوية أو الوطنية هذا بالنسبة للمسرح وقال كلمة أخيرة (نحن الآن نعيش بكل صدق في ظل سياسة صاحبي و صاحبك فى كل ميادين الفن). و أكد أن المغرب تونس مصر الامارات العربية سوريا العراق و الدول الاوروبية تجاوزتنا في هذا المجال لأنها لا تتبع نفس سياسة الجزائر

 

أخبار اخرى فى القسم