الخميس 28 مارس 2024 - 03:05 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ثقافة عالمية حاتم الجوهري يُسائل الدراسات الثقافية في مقاربته لما بعد المسألة الأوربية

 

 
 

حاتم الجوهري يُسائل الدراسات الثقافية في مقاربته لما بعد المسألة الأوربية

  السبت 06 مارس 2021 04:19 مساءً    الكاتب : زينب عيسي




شارك الدكتور حاتم الجوهريفي العدد الثالث من مجلة "مثاقفات" الفصلية التي تصدر من لندن، بدارسة بحثية بعناون: 'الدراسات الثقافية: مقاربة "ما بعد المسألة الأوربية" في النشأة والتلقي'، وفيها يتناول بالنقد والتحليل مشروع "الدراسات الثقافية" كمنهج أوربي النشأة، وكذلك في أشكال استقباله وتطبيقه في الحالة العربية.

وذلك من خلال مفهوم "ما بعد المسألة الأوربية" الذي طرحه الجوهري في الفترة الأخيرة؛ مشيرا لمجموعة المتلازمات والعُقد الثقافية التي صاحبت تحول "النموذج الأوربي" إلى نمط سائد عالميا، والمشاكل التي ترتبط بهذه المتلازمات الثقافية حتى اللحظة الراهنة، وسبل تجاوز التجربة البشرية لها.

وفي هذه الدراسة يطرح الجوهري مجموعة من التساؤلات المهمة، ساعيا للبحث عن إجبابات لها، من ضمن تلك الأسئلة؛  لماذا لم تطور الدراسات الثقافية منهجا يسمى "الفلسفة الثقافية"، وهل كانت مجرد تعبير لبقايا اليسار الأوربي الماركسي الذي تقطعت به السبل بعد الحرب العالمية الثانية، فاختار الانتصار لفكرة الهوامش، كنوع من مجرد التعبير عن الاعتراض والاحتجاج، دون القدرة على القول بوجود نظرية كبرى لما سمى بالدراسات الثقافية، من ثم كان منهج الدراسات الثقافية أقرب للأيديولوجيا التي دون ان تنظر في كل "حالة ثقافية" على خصوصيتها، كان عليها أن تخترع متونا وهوامشا، لتفجر التناقض في تلك "الحالات الثقافية" وتخترع لنفسها مكانا.

 وهل حاولت مدرسة "دراسات التابع" في الهند التمرد النسبي على المنهج، وهل نجحت أم لا؟

وكذلك جاء سؤال الدراسة ومقاربتها الرئيسية؛ حول أثر "المسألة الأوربية" على مسار "الدراسات الثقافية، في ظروف الإنتاج والنشأة في سياقها الغربي بالطبع، وهل نجحت التمثلات العربية لتلك "الدراسات" واستقبالها، في الوعي بأثر متلازمات المسألة الأوربية الثقافية وعُقدها، ام كانت مجرد رجع للصدى، دون أن تبصر بأهمية "الخصوصية الثقافية" لذاتها العربية، وسارت في طريق "التنميط الثقافي" والتبعية المجردة مما أسقطها في فخاخ ثقافية لا حصر لها.

وطرحت الدراسة سؤالا مشروعا عن مسار "الدراسات الثقافية" نفسه في بريطانيا حيث نشأ، وعن انضباط موقفها هناك في الانتصار للهوامش الحقيقية الخاصة بالشعوب، من خلال موضوع اسكتلندا وعلاقتها بالمركز البريطاني، ودلائل ذلك وسبل مقاربته!

ولماذا كانت المدرسة البريطانية في الدراسات الثقافية انتقائية في تصورها للمسألة، واكتفت بالدعائي حول الهوامش العرقية والجنسية واللغوية، وتجاهلت الهوامش الثقافية الحقيقية الحاكمة للمتون الأوربية، والمسكوت عنه في "مستودع هويتها" وتناقضاته.

وحينما انتقلت الدراسة للحالة العربية ومن جهة تلقي مشروع "الدراسات الثقافية"؛ نطرت الدراسة في العديد من التمثلات الأدبية التي اعتمدت على تفجير مستودع قيم الجماعة العربية، لا لشيء سوى بغرض التفجير والاحتماء بفكرة الهامش وربما اختراعه لتخلق لنفسها مكانا و"تراتبا اجتماعيا".

وفي جانب آخر من الاستقبال العربي لـ"الدراسات الثقافية" وأزمة هذا التلقي وتأثره بمتلازمات "المسألة الأوربية"؛ تطرح الدراسة مفارقة قوية في مجالين من أهم مجالات الدراسات الثقافية، هما النسوية وما بعد الكولونيالية، لتبرز أهم عيوب "الدراسات الثقافية" عربيا المتمثلة في غياب نسق كلي أو نظرية أو فلسفة للضبط العام واستشراف المستقبل، بما قد يؤدي لأن تتضارب مخرجات مجالين ثقافيين رئيسيين للدراسات الثقافية في الحالة العربية في النسوية وما بعد الكولونيالية. من خلال نموذج الرائد إدوارد سعيد فيما بعد الكولونيالية، وأماني فؤاد من مصر في النسوية كهامش مفترض يتمرد على متن.

وأيضا في سياق التدليل على أزمة تلقي "الدراسات الثقافية" في النموذج المصري من خلال أماني فؤاد، ضربت الدراسة مثالا مقارنا بين وعي مجال"الدراسات الشعبية" عند أحمد مرسي رائد الدراسات الشعبية في تفرقته بين التوظيف السياسي لمفهومي "التنوع الثقافي" و"التعدد الثقافي"، وبين توظيف أماني فؤاد لحمولتها الثقافية عن التعدد وقبول الآخر في سياق الخضوع لصفقة القرن، و"الاستلاب للآخر" الغربي/ الصهيوني مؤخرا.

أمافي ختام الدراسة؛ فقد طرحت تساؤلا يستشرف المستقبل؛ يقول: هل يمكن القول إن الحالة العربية الكامنة كـ"مفصلية ثقافية" مع ثورات القرن الجديد، وأزمة كورونا والصعود الصيني كـ"تراكم حضاري"؛ تبشر بظهور ما يمكن تسميته بـ"دراسات ما بعد المسألة الأوربية"؟

محاولة أن تقدم إجابة عبر تساؤل جديد؛ وهو هل يمكن القول إن مقاربة "ما بعد المسألة الأوربية" التي تبنتها هذه الدراسة على مستوى "الدراسات الثقافية" تطرح بديلا؛ وهو "دراسات ما بعد المسألة الأوربية"، التي تقوم على تفعيل "الخصوصية الثقافية" للذوات الإنسانية بشكل جدي يقوم على أن يسمح لكل منها بإنتاج معايير خاصة بها تتجاوز متلازمات "المسألة الأوربية" عن منح "التقييم الاتفاقي العالمي" لمجرد فكرة الهوامش!

 

أخبار اخرى فى القسم