السبت 18 مايو 2024 - 11:13 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية مكتبتى عبد النبي فرج يكتب عن :"صحائف اللإمكان" ل برهان مفتي

 

 
 

عبد النبي فرج يكتب عن :"صحائف اللإمكان" ل برهان مفتي

  الجمعة 12 مارس 2021 12:43 مساءً   




ليس هناك ملامح مميزة للإنسان في المجموعة القصصية "صحائف اللإمكان" للقاص برهان المفتي الصادرة عن دار خطوط وظلال في الأردن" بل انماط بشرية تعيش حالة تَشيُّؤ يؤدي دورا موكولا به دون قدرة على تحديد مصير، أو مقاومة قوة لا مرئية تتحكم في مصيرهم، مذعن يفتقر للابتكار مستلب، وقد نجح الكاتب بابتكار مسار سردي مبتكر حيث نجد الناس في القصة الاولى يعيشون مناخ بارد جدا ويأتي شخص ليبيع لهم الشمس في علب صغيرة، وظلا فترة ثم تركهم ليجدوا انه العلب لم يكن به شمس فقط ماء ساخن هذا الرجل باع لهم الوهم لان لديهم قابلية سلبية لتقبل الخداع وهذا يحدث في القصة الثانية، حيث يشير إلي الاستلاب المرعب امام هول التزييف الذي يحدث فى الاعلام، حيث الكل يستقبل ما يمرر لهم من اخبار دون فحص، او بعقل نقدي، لذلك يتحول الخبر لأداة قتل وعنف، في قصة قوالب الانتظار يبيع شخصاً ما الزمن وبمجرد أن يأتي على ذكر الحلم في القصة، تنتهي تتعطل الاشارة ويغرق الكل في الانتظار ويكتشف ان نكهته مره، هناك قسوة وعنف كبير في قصص سوق الكلاب والقناص حيث الفرد هنا يعلن عن نفسه كذات متميزة، ولكنه يخصي هذه الذات، يخرج من البيت ليسلم نفسه لأي قناص، فلا فرق لديه المهم أن يموت وهو حالق لحيته لذلك يحمل معه معجون الحلاقة والموسي، وعندما يذكر أسم في قصة" لعبة المبجل" نجده يرسم ملامحة بالاتي: ذكي يقرأ السوق جيداً، يعرف مصادر المال والربح والخداع، لذلك تخصص في مهنة أحتكرها لنفسه لما له من مواصفات بدنية وفسيولوجية متفردة، فأكتافه العريضة جداً، وعيونه الواسعة، وعدم حساسيته من الغبار، وعدم خوفه من العمل في الإرتفاعات العالية، ثم يداه الطويلتان جداً ومهارة في أصابع تلك اليدين، كلها مواصفات دفعته لكي يصمم لنفسه مهنة مربحة خاصة به.. وهي مسح الصور الرسمية للمبجل الكبير، تلك الصور التي توضع عالياً جداً وسط ساحات الإجلال في كل حيّ من المدينة، وهي ساحات تتوزع في تقاطعات الشوارع، تتطلب المرور منها إدخال البطاقة الخاصة لفتح بوابة عبور التقاطعات، ثم دفع الكلفة، فتظهر صورة المبجل الباسمة دوماً كإشارة قبول الدفع، ثم فتح البوابة . شخوص برهان تعاني من العزلة القاسية والاغتراب والضياع الناتج عن الحرب المجنونة التي تكاثر فيها الموتي لدرجة انها اصبحت تسمي مدينة الذباب، والراوي في هذه القصة لا عمل له سوي ان يصطاد الذباب ويضعه في علبة ويعود به للبيت، قصص غريبة لخيالٍ متوحشاً وقاسياً في لغة مكثفة، حادة مباشرة كبلطة في جذع شجرة، تهزك من الداخل بعنف لتريك الحياة عارية من كل توشيه، حياة كابوسية ومزرية، قصص انسانية، يغيب فيها المكان ويبقي فضاء عام ومناخ سوداوي،

 

أخبار اخرى فى القسم