أريد أن أحدثك عن الغابة
بحكاياتها كلها.
قصر الملك في آخر الغابة
وبيت الجدة أيضا
وكذلك بيت الغولة.
أريد أن أحدثك عن الأميرة
النائمة وسط الغابة بسلام الأشجار
والصغيرة بسلة التفاح تقطعها بشجاعة
مؤتنسة بذئب وحيد جائع
والشابة التي تتحصن بالمظاهر الخداعة
في تسلقها الغابة إلى منتهى أملها
حفل الأمير
تساعدها جنية
يقال إنها طيبة.
وعن الأختين
المنافقة التي تمتدح الغولة فيقطر فمها الجواهر مكافأة لها
والصريحة التي تعاقب على صراحتها بفم يسكب الحشرات
أريد أن أحدثك عن قيمة الحشرات العظيمة للغابة
وعن الخسة
في طلب الجواهر.
وأريد أن أسألك في القيمة التربوية
أي الأمهات تفضل؟
التي ترمي طفلتها للغابة بحجة زيارة الجدة؟
أم التي تزج بابنتيها للغولة
الواحدة تلو الأخرى
طمعا في الثراء؟
قد تعجبك الأم التي
تعلم ابنتيها الغواية
على أمل
أن تحظى واحدة منهما بالسلطة
والأمير!
أنا أفضل الأمهات الميتات
اللائي لم يفعلن شيئا ولم يوصين بشيء.
ثم أي الجنيات والساحرات تفضل؟
التي تساعد ما يدعونه الخير ويجعلون شكلها جميلا؟ ام الأخرى قبيحة المظهر والتي لا بد لذلك أن تكون شريرة؟!!!
أنا أفضل الذئب
والتفاحة المسمومة
والإبرة القاتلة
ومرآة الحقيقة
بغض النظر عن سذاجة السؤال المطروح.
هل نسيتُ شيئا؟
نعم.
نسيت الدببة والأقزام والحطاب.
وقلب الفريسة الفادية المسكينة...
وقد اكون نسيت أكثر.
أترى؟
هذه الغابة
لا تنفد أبدا حكاياتها
ولا تنتهي.
هذه الغابة لا تفنى
ولا تستحدث من عدم.
لذا
فأنت عندما تحرق غابة
تحرق فصا قيما من رئتيك.
وكلما تماديت في الحرق
ستسعل وتختنق