الخميس 28 مارس 2024 - 10:54 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية مسافة فى عقل صلاح صيام في لقاء مع الناقد الموسوعي محمود قاسم" المرض اقسي تجاربي"

 

 كلما أصابني الإحباط الجأ الي الكتابة
 

صلاح صيام في لقاء مع الناقد الموسوعي محمود قاسم" المرض اقسي تجاربي"

  الأحد 21 نوفمبر 2021 01:02 مساءً    الكاتب : حاوره صلاح صيام




داخل كل مبدع رحلة قطعها – بحلوها ومرها- ليصل إلى المتلقى الذى غالبا لا يعرف عنه شيئا سوى ما يصل إليه من إنتاجه, وفى هذة السلسة نرصد حياة المبدعين ونخوص فى أعماقهم علنا نقدم للأجيال الحالية التى فقدت البوصلة, واصابها شيىء من الاحباط , صور مشرقة تيعنيهم على تحمل متاعب الحياة, وتكون نبراسا لهم فى قادمهم. اليوم موعدنا مع الناقد المصرى الموسوعى محمود قاسم الذى قال عن نفسه: كانت روايتي" وقائع سنوات الصبا" المنشورة عام 1996 عن سبعة من دور العرض بالأسكندرية شاهدت بها افلاما لاتنسي, والتقيت بأشخاص ظلوا محفورين في الذاكرة , سواء قابلناهم عند بوابة الدخول أو علي الشاشة , أو ربما بعد العرض, كانت دور العرض أكثر اتساعا منا جميعا , بأفلامها , وجمهورها , وكم ذهبت الي تلك الأماكن, فشاهدت دراكيولا" في سينما مترو, أو" مولد نجمة" في سينما أوديون, وكم شعرنا بالشجن الشديد وأنا أستمع الي الاغنيات , لم يكن من المهم اللغة ولكن اللحن, يمكن أن تشعر بالهوس وانت تردد اغنيات للفيلم الهندي "سنجام" أو" صوت الموسيقي", وأنت تستمع الي راديو الجيران يأتي منه صوت حليم , أو أم كلثوم وفريد وعبد الوهاب, ثم اصوات فريق الخنافس, وشارل أزنافور, وشيلا وفرانس جال , وداليدا. ومثلما اخترنا الافلام اخترنا الروايات والكتب, فضلناها أن تكون نفس الروايات التي شاهدناها في السينما, وهي عادة لم تتوقف قط, وقد أحببت رواية "سبارتاكوس" لهيوارد فات, بنفس قدر اعجابي بالفيلم , لكنني لم أحب فيلم " الغريب " لفيسكونتي كما أحببت الرواية , وينطبق هذا كثيرا علي روايات أخري كانت افضل من الأفلام مثل "العجوز والبحر" و"الكونت دي مونت كريستو ", ولم تكن للافلام نفس رونق الكتب, صحيح أن الصورة مبهرة في السينما , لكن المعني افضل في الرواية . انظرالي" في بيتنا رجل "علي سبيل المثال وللأسف فلم يعد لدينا من يقدم الأفلام بنفس النكهة التي عرفناها عند ستانلي كيوبريك وجون بورمان وصلاح ابو سيف او بركات لذا فان جيلنا عاش سنوات الازدهار المدرسة كانت مكاننا المفضل , وكانت أسعد الايام وانا في مدرسة رأس الدين الاعدادية , وناظر المدرسة الذي كان حازما قوي الشخصية انه الاستاذ الكبير محمد السيد النمر, ومثلما كان الرجل ناظرنا طوال سنوات الصف الاعدادي فان الاستاذ أحمد السلكاوي كان ناظر مدرسة العباسية طوال ثلاث سنوات , كانت مصر فيها ملتهبة , وقد خرج التلاميذ للهتاف بحياة جمال عبد الناصر في شارع محرم بك أكثر ما جلسنا نتلقي العلوم في الفصول وجاءت سنوات كلية الزراعة , للشعور بالفوارق الواضحة اجتماعيا بيننا . بين طلاب كانوا يسيطرون علي الأنشطة واتحاد الطلبة , وتغير الذوق تماما وأنا أقرا رواية " العجوز والبحر" ثم " الغريب" ,الي أن وجدنا أنفسنا نستلم شهادت النجاح ونتقدم للتجنيد, انها سنوات الخصوبة الثقافية , لم اقرأ كتبا في حياتي مثلما حرصت علي ذلك في سنوات التجنيد الثلاثة , وشهدت الحرب, وفي تلك السنوات كان أبطال الأفلام العالمية هم الشخصيات المثالية: شون كونري, ومارلون براندو وأودري هيبورن , حتي وجدت نفسي امام مسئوليات الحياة وأنا استلم أول وظيفة لي, قررت اختيار القاهرة لأنها بلا شك مدينة النور والطموح, وكان العامان الأول والثاني شديدا القسوة , وكانت روايتي" أوديسانا" التى تصورني كأنني أوليس العائد من الحرب, بدلا من الحصول علي مسكن فاذا بي انام في غرفة متواضعة استردها مني صاحبها , وعدت الي الأسكندرية بعد وفاة أمي لأتوه مجددا في الثغر المدينة التي رأيتها دوما ضيقة علي طموحي , لست سوي موظفا لايجد من يسانده , لايرغب في شئ سوي العودة الي القاهرة . كان لدي هدف مهم هو التعرف علي ثقافة العالم في المجالات التي أحبهاابتداء من الأدب والسينما والفن التشكيلي , واحيانا المسرح , واعتمدت في دخلي علي المجلات العربية و ولم أكن في حاجة الي أحد في مصر, وقد دخلت مجال ثقافة الطفل , وساعدتني في ذلك السيدة جميلة كامل, التي كانت أكثر الناس فضلا علي , كما أحمل الجميل ايضا الي الدكتورة سهير القلماوي التي منحتني جائزة الدولة التشجيعية , وساعدني ذلك علي الكتابة في مجالات متعددة , وكان كتابي الاقتباس في السينما المصرية بمثابة مؤشر علي أنني جاد , وأمتلك المزيد من المعرفة , اصطدمت بالتافهين ووقفت, ضد الجهلاء,وتوليت سكرتارية تحريرروايات الهلال فغيرت ايقاعها تماما طوال سنوات , وتم نشر أهم الروايات العالمية المترجمة بدون اختصار, ورغم ذلك فان ادارة الهلال وضعت شخصا غيرمناسب ليكون مدير التحرير لسنوات , وقد خرج كل من لايستحق من دائرة الخصومة , والمنافسة ,وعدت الي عشي الجميل استكمل الكتابة , وكونت أضخم بنك معلومات ثقافية في العالم العربي, وفي النصف الأول من التسعينيات , دخلت الي عمل الموسوعات فيم يسمي بعمل الموسوعات المرجعية , وتصدي لي البعض, وتعلمت من أخطائي في التجارب التالية , وقدمت للمكتبة مالم تفعله الثقافة في مصر, وصار الاصدقاء المقربون قلة لكنهم أشخاص لهم أثمانهم الانسانية , منهم محمد المنسي قنديل , والدكتور أنور ابراهيم وحسام نصار ,وغيرهم كتبت الرواية في المقام الأول, ولم اقدم رواياتي الي النقاد كي يكتبوا عنها, وكانت أغلبها روايات عن تجاربي الخاصة, وتأثرت بالكاتب الايطالي دبنو بوتزاتي وأنا اكتب روايتي الثالثة " الثروة", كما كتبت في النقد السينمائي, ولي كتب كثيرة في الدراسات السينمائية أهمها "الاقتباس في السينما" و" الفيلم الديني في مصر" الفيلم السياسي في مصر" و" تاريخ السينما في مصر", وكتب كثيرة . وعملت كثيرا في كتابة المسلسل الاذاعي باذاعات القاهرةو سلطنة عمان , وغيرها , ولي دراسات أدبيةعن الخيال العلمي , والأدب العربي المكتوب بالفرنسية , وموسوعات في مجالات متعددة . وكنت كلما أصابني احباط الجأ أكثر الي الكتابة كنوع من التفريغ عن شحناتي ورغم استيعابى للفعل السياسي المحلي والعالمي فلم تكن لي أي انشطة سياسية , أو أيدولوجية , كل من آمنت به هو جان بول سارترو ووجوديته, ولم اقع في حب زعيم سياسي , لكنني تابعت مسيرة كل منهم باعتباره المؤثر في حياتنا , وقد رأيت المهوسين بالايدولجيات يدافعون باستماتة عمن يؤمنون بهم , ورأيت ان الحياة الرائعة تتمثل في عمل فني جيد في السينما والموسيقي, في المقام الأول , ظللت طوال حياتي قارئا نهما للغاية, القراءة اسلوب حياة , وساعدتني حياتي وسط التغيرات الجادة من حولي , وكانت اقسي التجارب هي المرض , انه السكر اللعين , وفهمت أن الشفاء من المرض المزمن ليس هو المنشود بل أن يكون المرض خفيفا , وهكذا تعاملت مع قسوة توابع القدم السكري, وأنا التزم البيت في فترة أتجه المجتمع من حولي الي القسوة, والتوحش, ووجدت في اليوتيوب سلوتي الكبري.

 

أخبار اخرى فى القسم