الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:16 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية الرئيسية هنا القاهرة: مصر واليمن يحتفلان في ذكرى انتصار 1973

 

 شهدت الليلة تدشين مؤتمر "المشترك الثقافي
 

هنا القاهرة: مصر واليمن يحتفلان في ذكرى انتصار 1973

  الأحد 09 أكتوبر 2022 02:51 مساءً    الكاتب : زينب عيسي




 

في ليلة ساحرة من ليالي قاهرة المعز وبالقرب من نيل مصر العظيم في جريانه وفي فورته؛ شهدت السفارة اليمنية احتفالية رائعة بالعلاقات المصرية اليمنية، وفي ذكرى الانتصار العربي المجيد في حرب 6 أكتوبر، حيث شهدت الليلة تدشين مؤتمر "المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة للمتون العريية"، من خلال "السمينار التعريفي" بمشروع الدراسات الثقافية العربية المقارنة الذي ضم مداخلتين رئيسيتين من الدكتور حاتم الجوهري رئيس المؤتمر، والدكتور قاسم المحبشي رئيس اللجنة العلمية، ثم تحولت الاحتفالية إلى مائدة مستديرة للعلاقات المصرية اليمنية استهلتها مداخلة السفير اليمني السابق محمد الهيصمي نيابة عن السفير اليمني الدكتور/ محمد علي مارم.

في بداية "السمينار التعريفي" أفاض حاتم الجوهري في طرحه لمشروع الدراسات الثقافية العربية المقارنة، وفلسفة المشترك الثقافي بديلا عن فلسفة الانتصار للهوامش وتفجيرها التي دعمتها السياسات الثقافية غربية المنشأ ووقع في شركها الكثير من المشتغلين العرب بالثقافة والعمل العام، وأكد على أهمية تأسيس مجال بحثي عربي جديد يقوم على رصد الظواهر والمشتركات بين البلدان العربية، في لحظة تاريخية حرجة يعيد فيها العالم تشكيل نفسه شرقا وغربا في متون وسرديات كبرى جديدة، وردا على عدة تداخلات معه أوضح الجوهري أن المشترك الثقافي بين مصر واليمن يمكن ان يقوم على الجغرافيا الثقافية والمشترك الثقافي، الذي يمكن أن يجر خلفه الجغرافيا الطبيعية والمشترك تنوع الموارد الطبيعية بين البلدين وتعميق الصلات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وصولا للجغرافيا السياسية وتحقيق التنسيق في المصالح والرؤى بين البلدين، فمصر الشعب اليمني ومؤسسات الدولة، واليمن يمكن أن تدعم الحق العربي في سد النهضة بقواها الناعمة التاريخية الكامنة في القرن الأفريقي برمته.

ثم انتقل "السيمنار التعريفي إلى قاسم المحبشي الذي قال إن المجتمعات العربية تزخر بتراث ثقافي وفني وأخلاقي وجمالي مشترك غني ففي كل بلد عربي يوجد مستودع خصيب للهوية الثقافية العربية المشتركة المتمثل في اللغة والعادات والتقاليد والقيم والمعتقدات والنقوش والآثار والأزياء والأطعمة والرموز وغيرها. كل تلك المقومات تجعل الإنسان العربي في كل قطر يقيم به انسانا مندمجا ثقافيا ولا يشعر بالغربة والاغتراب الا حينما يتذكر البسبور الذي يحمله بوصفه موطنا من دولة عربية أجنبية. فماذا بوسع النخب العربية عمله اليوم في ظل التحديات الخطيرة التي توجهها الشعوب والدول العربية في اللحظة الراهنة ؛ جملة متشابكة من التحديات بنسب ومستويات مختلفة محلية خاصة بكل قطر على حدة وتحديات إقليمية تهدد الوجود العربي بكليته وتحديات عالمية دولية تتصل بتنافس وصراع قوى الهيمنة الامبريالية الجديدة؟

ثم انتقل المحبشي لاستعراض أمثلة عن المشترك الثقافي بين مصر واليمن من خلال عدة كتب تم إهدائها للمركز الثقافي اليمني، حيث أوضح أنه هناك الكثير من القواسم المشتركة بين التراث غير المادي المصري واليمني، وتتعدد مجالات التطبيق في مجال الدراسات الثقافية العربية المقارنة هنا، وهناك الكثير من الكتب التي نطرحها أمام الباحثين اليمنيين الحاضرين لتصلح بوصفها موضوعات مقترحة للبحث والدرس في المشترك الثقافي بين مصر واليمن.

بعد ذلك تم افتتاح المائدة المستديرة للعلاقات المصرية اليمنية بمداخلة السفير اليمني السابق محمد الهيصمي الذي قدم مداخلة تفيض بالحنين للعلاقة الخاصة جدا بين مصر واليمن، والدور المصري التاريخي الذي بادرت به في دعم مسيرة التحديث الذاتي، وذلك في دعم مسيرة التحرر اليمني في مواجهة قوى الاستعمار البريطانية، وذكر الهيمصي في مداخلته: "ومن ينسى منا تلك الصيحة المدوية التي أطلقها القائد العربي الخالد جمال عبد الناصر، من ميدان الشهداء في تعز عاصمة اليمن الثقافية، عندما وقف قائلا: "إن على الاستعمار البريطاني أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل، وإلا فليدافع عن وجوده"، وقد طلب الهيصمي المداخلة مرة أخرى ليستدعي من الحنين والذكريات عدة أبيات شعرية يمنية تخلد ملحمة العبور المصرية في حرب أكتوبر.

ثم انتقلت المداخلة في المائدة المستديرة للمتحدث الأول من مصر الدكتورة أريج البدراوي زهران، التي قدت مداخلة بعنوان الأبعاد الثقافية للعلاقات المصرية اليمنية عبر التاريخ، وذكرت فيها أنه تتميز العلاقات المصرية اليمنية بالترابط على مر العصور، فقد لعبت الأحداث التاريخية والخبرة الدبلوماسية والموقع الجغرافي الاستراتيجي دورًا في صقل العلاقات المصرية اليمنية منذ قديم الأزل وعلى مر العصور، وفي السنوات الأخيرة شهدت العلاقات تطورًا نوعيًّا، وإن كانت العلاقات الثقافية أحد أبرز عوامل الارتباط بين اليمن ومصر، وهي علاقات كانت دائمًا بعيدة عن تأثير الظروف والعوامل السياسية والاقتصادية، فقد حافظ الاتصال الثقافي بين اليمن ومصر على مستوياته المرتفعة وعلى تأثيره على علاقة الشعبين وعكس نفسه ولو بدرجة قليلة على علاقة البلدين السياسية.

ثم انتقلت دفة الحديث إلى الجانب اليمني مرة أخرى، مع الدكتورة بلقيس أبو إصبع التي قدمت مداخلة بعنوان "المشترك السياسي/ الثقافي بين مصر واليمن، والتي ذكرت فيها إن الحديث عن المشترك السياسي بين اليمن ومصر هو حديث عن علاقات تميزت بخصوصية قلما نجدها في العلاقات الدولية الثنائية، وتشكلت من تداخل عدة عوامل ارتباط، أبرزها العامل التاريخي والثقافي، والعامل الاستراتيجي والأمني، إذ تعود العلاقات المصرية اليمنية في العصر الحديث الى عهد محمد علي، وإلى أربعينيات القرن الماضي حين تم التوقيع على معاهدة صداقة ومودة بين البلدين في العام 1945، والى البعثات الدراسية اليمنية قبل ثورتي سبتمبر 1962 وأكتوبر 1963، وما بعدهما، مع الإشارة إلى  البعد الاستراتيجي والأمني، فالبلدين يمسكان أهم ممرين مائيين على البحر الأحمر مضيق باب المندب وقناة السويس، وبالتالي فهما يمتلكان مفتاحي طريق التجارة العالمية وهذا يشكل واحدا من أهم قضايا الأمن القومي للبلدين.

بعدها عادت دفة الليلة الساهرة إلى الجانب المصري والأستاذ/ عاطف عبدالغني ، الذي قدم مداخلة بعنوان "الدور اليمني في حرب 6 أكتوبر"، حيث أوضح أنه قد مرت 49 عاما على الحرب التى جمعت الشعوب العربية على قلب مقاتل واحد،  وأجبرت صانعي السياسة حول العالم، على احترام الإرادة العربية، 49 عاما وهناك الكثيرمن قصص البطولة لم تنل حقها فى الرواية، فلا تعرفها الأجيال التالية للحرب، ولم ترو ظمأ الجيل الذى عاش اللحظات الرهيبة، وعاصرها، ومنها قصة حصار باب المندب، ودور اليمن العربى فى هذا الحصار، والذى كان بمثابة عامل من عوامل النصر المبين فى حرب أكتوبر / تشرين 1973، فعلينا ان نتذكر تلك القصة ونرويها لنستلهم ممكنات المشترك الثقافي العربي عموما، والمشتكر الثقافي المصري اليمني على وجه الخصوص، كما طلب عبدالغني المداخلة مرة أخرى وانفعل مع مشروع المشترك الثقافي العربي وسبل مواجهة التحديات الثقافية الضاغطة في ظل سيولة اجتماعية وإعلامية غير محدودة.

عادت بعدها دفة الحديث إلى الجانب اليمني  والدكتور أحمد ياسين السليماني، الذي قدم مداخلة بعنوان "ملامح الروابط الأدبية بين مصر واليمن"، حيث اوضح فيها أنه قد شكلت الحداثة الأدبية التي جرت في مصر وأثرت تأثيرا واسعا، منذ عصر النهضة والإحياء، مروراً بالمدرستين الكلاسيكية والرومانسية عند أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وفي مجال النقد عند حسين المرصفي، وما أنجزته المدرسة  الرومانسية وروادها أمثال؛ محمود العقاد، وإبراهيم ناجي وعبدالقادر المازني، وتلك القامات السامقة التي أحدثت متغيرا فارقا في الثقافة الأدبية العربيةفي مصر خاصة والعالم العربي عامة، إذ  تأثر عدد من الشعراء اليمنيين والنقاد منهم بالمنجزات الأدبية المعاصرة والحداثية خاصة من مصر، واقتفوا اثر الشعراء والأساتذة المصريين، وفي المقابل كتب عديد من النقاد اليمنيين عن كتاب وشعراء مصرـ فإذا اقتفينا بعض القصائد الشعرية عند الشاعر اليمني عبدالعزيز المقالح، فسنجد توظيفه للتقنيات الفنية والشعرية متأثرا بالمدرسة المصرية.

لتنتقل الدفة بعدها للجانب المصري مع الدكتور أحمد سعد، الذي قدم مداخلة عن الإنشاد الديني بين مصر واليمن، وفيها قال إن فن الإنشاد الديني وتاريخه صاحب الآفاق الرحبة بين مصر واليمن، يأتي ليكون مساحة مشتركة يمكن العمل عليها بين مصر واليمن، إذ يعد الإنشاد الديني في تعريفه أداءا فرديا تشترك فيه البطانة في بعض الأجزاء في تبادل مع المنشد ويغلب عليه الارتجال ولا يصاحب بآلات موسيقية إلَّا قليلًا، ويكون الإنشاد باللغة العربية الفصحى. فهو فن يعتمد على الحناجر البشرية مع محدودية تدخل الآلات الموسيقية، ومن أشكال الإنشاد الديني: الابتهال أحد أشكال الإنشاد الديني، ثم ظهر التوشيح وكان يؤدى قبل آذان الفجر، والقصيدة الدينية، والتراث الصوفي الشعبي، والأغنية الدينية. ولا يوجد في الإنشاد الديني، الكوبليه، ولكن يوجد بدنية وخانة أولى وخانة ثانية، وخانة ثالثة.. وقد فاجئ أحمد سعد الحضور بأن قدم وصلة غنائية في التواشيح نالت إجاب الحضور وتصفيقهم.

لتأتي الليلة إلى ختامها المسك من الجانب اليمني مع الباحث محمد سبأ، الذي قدم مداخلة بعنوان "الأدب الشعبي المشترك بين مصر واليمن عبر العصور ، وفيها أوضح أن المشترك الثقافي بين مصر واليمن قد يتبدى أكثر ما يتبدى؛ في العناصر الثقافية المشتركة في الأدب الشعبي المصري واليمني عبر التأريخ القديم والحديث منها على سبيل المثال السير الشعبية المشتركة مثل سيرة سيف بن ذي يزن والسيرة الهلالية وسيرة الأميرة ذات الهمة ورأس الغول وكذلك الأساطير الشعبية وتشابهها في الثقافة والتراث المصري واليمني بالإضافة إلى الحكايات الشعبية التي توراثها الشعبين على مر العصور وكذلك فنون الأدب الشعبي، والأغاني الشعبية المتداولةبين الشعبين والتي تمثل الدليل الثقافي على مدى امتزاج الثقافتين عبر الزمن.

 

 

 

 

 

 

أخبار اخرى فى القسم