الجمعة 29 مارس 2024 - 09:16 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع أنا والبحر ..نثر : علام خربط فلسطين

 

 
 

أنا والبحر ..نثر : علام خربط فلسطين

  الأربعاء 07 أبريل 2021 11:31 مساءً   




" ١" ونحن منفردين نجلس قبيل سقوط قرص الشمس بأحضانه .. بحت للبحر بإسمك ، تغزلت بلا حرج وعلى مسمع من عرائسه بمفاتنك.. انت التي لم تنكشفين على أحد قط. غير بنات أفكاري قطعت للبحر بوحي موجة، لتربت على كتفي الهش وتواسي خيبتي ولم تقل سذاجتي ثم مضت عني بعيدا، بعدما دفعتها نحو الشط اختها. " ٢" أكتب عن البحر وكأننا كبرنا معا. كأننا مارسنا بعض الرذائل سويا، قبلما ينهرني إمام المسجد الضرير.. أتغزل بزرقته المنسكبة ملئ أحداقي، بحماس مراهق فشل غير مرة بالتلصص على أرملة مغناج وهي تلملم نهديها قبل النوم أمام مرآة لا تكذب. أدّخر مفردات نيئة لأدلقها على مشاعر حبيبة مرتبكا، أتلعثم بنطق إسمها وأخجل مثلما أخجل تماما أن ما نطق صاحب غير سوي، إسم الأم في جلسة شبابية تطاردها لعنات المارة.. وتعوذات الجيران وسط ضحكات خبيثة ، ونظرات تشي بهزيمة ساحقة تنزل بي لكن بلا صخب . "3" يفيض علي البحر بموجاته، متلمسا سعادة كادت تنقلب لحمم غضب، إن غرقت عتبة البيت بدلو ماء لغايات كنس الغبار، الذي كتبت فوقه البارحة رقم موبايل صبية أرتّني من طرف لسانها حلاوة، ولم تعلم ان خيالي مريض مثل ثعلب ، قبلما تختفي بعد قطع الإتصال. "٤" كأنها الوقاحة. أم هو حرج ؟ ما أرفل فيه وأنا أكتب عن الغرام كأن قلبي يتوضأ به يوميا خمسون قبلة بينما كل علاقتي مع الأنثى في واقع الأمر، إنتهت منذ قطعت القابلة حبلي السُري.. ومن يومها اقابل انثاي تحت جنج الليل .. ادّون على الهاتف إسمها قمري السري ... ولم أزل أنتظر أن يظهر الإسم على الشاشة، فقط لينتهي سخف الخيال. "5" ما أن جلست للبحر مواجها في الدمام.. متجردا من أوجاع الإسمنت في أطراف الغابة الحجرية، حتى تراءت لي بغتة صورة جارة متصابية . وهي تغرق باحة البيت قبيل عصر ساخن، بالماء وتحني بحجة لملمة انسكابه العشوائي ظهرها .. فيبيّض شعر رأسي ولم أكن أبلغ السادسة عشرة تماما. فيشتهي الحلم بي، منذ تلك اللحظة اليتيمة مثلي، قطف عناقيد الغواية. "6" وأنا اضرب نحو أعماق البحر عيني، أبصرت عبر شفافيته نشاط دؤوب لسمكات صغيرات يسرن في كل إتجاه، بكل حرية وتؤده لا أدري لم عاد الى الذهن فجأة مشهد لمثيلات تتمدد جثثهن في صحن أبيض صغير لغايات إعداد عشاء سريع في مساء بائس.. يبدو السمك كله ذي مصير محتوم، مثلنا تماما نحن الذين ما نلبث نعيش موتا مؤجلا وسط حروب تزعم التبشير بحياة أفضل، نتسلى بضمر أمنيات لن تتحقق. "7" بعيدا عن الناس تمشي بمحاذاة الشط، بطمأنينة بالغة واثقة من أن سمك البحر لن يكون بفظاظة حيتان الحياة مع الأنثى في المجتمعات الذكورية تدندن بأغنية فيروز شايف البحر شو كبير .. كبر البحر بحبك. بينما يسري في أوصالها إرتباك خفيف، فيما ينشط الموج فجأة .. ظنتّه هي طربا " 8 "يمضي ساعات يناجي البحر. حتى سال دمعه يعود للبيت منهكا من شدة العطش، يحاول ان يلتقط بكاميرا هاتفه سيلفي مع البحر.. يهدر خلفه الموج. يهتز الكادر مثل أعماقه يوم قالت ان لا بد لعلاقتنا أن تنتهي كاد يسقط من اليد الهاتف.. فيما ظلت صورة الأسى ماثلة أمام عينيه. "8" يمضي ساعات يناجي البحر. حتى سال دمعه يعود للبيت منهكا من شدة العطش "9" يحاول ان يلتقط بكاميرا هاتفه سيلفي مع البحر.. يهدر خلفه الموج. يهتز الكادر مثل أعماقه يوم قالت ان لا بد لعلاقتنا أن تنتهي كاد يسقط من اليد الهاتف.. فيما ظلت صورة الأسى ماثلة أمام عينيه.

 

أخبار اخرى فى القسم