الثلاثاء 19 مارس 2024 - 06:59 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية مسافة فى عقل في آخر حوار له: الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة

 

  اعشق مصر وعرفات كان يطلبني بالإسم رغم بعدي عن السلطة الفلسطينية
 

في آخر حوار له: الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة

  الثلاثاء 15 يونيو 2021 09:35 مساءً    الكاتب : زينب عيسي




‎شهرتي أقل من درويش لإبتعادي عن السلطة    ‎المبدع لايتقاعد وعلمت طلابي العروض بالموسيقي ‎جذور عائلتي بفلسطين تدحض المزاعم الإسرائيلية بحقهم في فلسطين ‎مصر لها مكانة كبيرة في قلبي ومازلت علي صلة بأصدقائي فيها ‎ حاوره–زينب عيسي وسيد يونس ‎إقترن اسمه بالثورة والمقاومة الفلسطينية، وأطلق عليه برفقة محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد "الأربعة الكبار" في الشعر الفلسطيني..هو الشاعر والأكاديمي  الكبير عز الدين المناصرة الذي وافته المنية منذ أيام قليلة جراء إصابته بفيروس كورونا في العاصمة الأردنية عن عمر يناهز74 عاما، والمناصرة المولود في بلدة بني نعيم بالخليل فلسطين كما نعاه أصدقائه ظل أمينا على رسالته، لم تلوثه أموال السلاطين، ولن تنل من عزيمته نكبة أوسلو التي وصفها في إحدى حواراته بأنها تشبه نكبة 1967. الشاعر المقاوم، والمقاوم الشاعر صاحب الصوت النقي المعبر بصدق عن جماهير الشعب في كل مكان. ‎رغم ما بدي عليه من إعتلال صحي حين قابلته في القاهرة وافق ان نجلس في حوار إمتد لوقت أكبر مما توقعت ، فقد كان حكاء من طراز فريد تجلس اليه فيأخذك إلي عوالم وأزمنة ترتبط ببعضها في ذهنه  ينتهي من جملة ليضفرها بأخري في موضوع جديد ،لاتنفذ رواياته عن  الشعراء والكتاب حكي لي عن الشاعر المتمرد مصطفي وهبي التل والمعروف بعرار الذي كان يحب الغجريات والنور وحياته كانت نموذجا عجيبا للتمرد ,والثورة ,والانطلاق ,والتحدي .،تحدث "المناصرة" عن علاقته بالسلطه التي تأرجحت صعودا وهبوطا دون ان يمالئ أو يغازل ، تذكر البدايات وكيف بدأت بوادر الموهبة الشعرية لديه وفترة وجوده في مصر. ‎. وعز الدين المناصرة الذي غنى قصائده مارسيل خليفة وغيره، واشتهرت قصيدتاه "جفرا" و"بالأخضر كفناه"، وساهم في تطور الشعر العربي الحديث وتطوير منهجيات النقد الثقافي، يعتبر حياته سلسلة من الغرائب والمتناقضات قائلا: لما جيت مصر مكثت من عام  1964 وحتي 1970 فوالدي كان ناصريا عندما  نصحوه  أي من الجامعات ألتحق رفض ان أدخل الجامعة الأردنية أو في دمشق وقال لاأريد ان يكون ابني بعثيا ،  لكنه أصر علي ان التحق بالجامعة المصرية  "جامعات أبو خالد" وكان يقصد الزعيم  جمال عبد الناصر فقدمت لكلية دار العلوم قسم لغه عربيه وعلوم اسلاميه ودرست اللغه الانجليزية في الجامعه الأمريكية بالقاهرة، عشت في مصر أجمل الأيام وكانت لي صداقات ممتدة حتي الآن . ‎وحين كنت استاذا  في الجامعة عرضوا علينا أن نتعلم الفرنسية ومن إعاقني شخص هندي كان طوال الوقت يسالني علي معاني كلمات الفرنسية بالإجليزية ‎ذلك الهندي مات جالسا  علي كرسي للابد فذهب للهند في تابوت، كانت له ابنه كان يقول لي كل ما أجمعه من فلوس من أجلها ‎كيف ظهرت عليك علامات الموهبة الشعرية ؟ ‎في  السادسة الإبتدائيه هجيت أستاذي ومدحت فريق كره قدم فلقبوني بالشاعر ، سألت ابن خالي عن العروض في الشعر  لكنه قال لي انت مازلت صغيرا لكن حين صرت استاذا بالحامعه بدات أعلم الطلاب لغة العروض بالموسيقي،أحب الطلاب في الأقسام الأخري  تلك الطريقه وطلبوا أن يحضروا محاضراتي رغم أنني كنت أدرس  الادب المقارن،وقد أسسنا كليه الآداب في الأردن صار فيها 7تخصصات جاءنا نور الشريف واحمد بخيت ومصريين آخرين. ‎جمعت بين الشعر والنقد هل كان نظمك للشعر كخدمة للتنظير النقدي؟ ‎بداياتي كانت شعرية منذ عام 1962ومازلت أسمع من أهلي في فلسطين أنني شاعر فلسطين الأول،أما في الأردن حيث أقيم يعتبرونني مؤسس الحداثة الشعرية،وحين إنتقلت إلي التدريس بالجامعة كأستاذ للأدب المقارن دخلت عالم النقد الحديث وقد نجحت في الفصل بين  كوني شاعرا وعملي الأكاديمي كناقد . ،وهو ماممكني لأنجز 11 ديوان شعري و25 كتاب نقدي وثقافي.. ‎بمن تأثرت من الشعراء؟ ‎ تأثرت بنزار قباني، وبدر شاكر السياب، وبعد ذلك تجاوزتهم نحو (بصمتي الخاصة)، وقد اعترف النقاد بهذه الخصوصية،وبطبيعة الحال أحببت شعر (امرأ القيس)، و(المتنبي). ‎- ومن الأجانب: أحببتُ الإسباني لوركا، والفرنسي جاك بريفير، واليوناني المصري كفافيس، والتشلياني بابلو نيرودا، وت. س. إليوت، الشاعر الأنجلوأمريكي... وغيرهم. ‎لك حكاية عائلية غريبة تدحض الأكاذيب  الإسرائيلية بأحقيتهم في أرض فلسطين؟ ‎كان لي أستاذ في جريدة القدس اسمه ثابت أدريس التميمي ساعدني في نشر قصيدة لي وتصادقنا ، هذا الرجل ساعدني وكانت هناك صله قربي بيننا تصل العام التاسع للهحرة ‎فهناك حديث شريف صحيح عن اخوين من فلسطين في العهد الروماني اسلاما سرا عند الرسول(ص) وعادا إلي فلسطين تحت الاحتلال الروماني ، ولما جاء عمر بن خطاب الي القدس اعلانا اسلامهما هم اصلا كنعانيين وجدي واحد منهما نعيم الداري وتميم الداري، وروي عنه الرسول حديث الجساسة  ، وجدنا منصور الداري إستلم الارض والزراعة والفقة ‎لم أكن اكثرث لهذه الاموروأنا صغير لكن أدركت أهميتها  كشهادة  ضد الاسراييلين بأن الأرض لنا وننحدر من تلك العائله. ‎وماذا عن طفولتك ؟ ‎إهتمينا بالارض ووالدي كان كرام،ولدينا أرض وكنا نبيع الكروم الفاخر في الخليل ‎و قلت في شعري بعد ذلك ان النبيذ التلحمي رضع من الخليليه، اما والدي كان لايذهب ليأكل في  البيت فلديه العنب والتين و كان مرتبطا إرتباطا وثيقا بالأرض،وأعترف أنني كنت طفلا شقيا ومن وراء طفولتي الشرسه ذهبت  يوما للازميل الذي يشق الصخر العب به حتي وقع علي رجلي فطار الاظفر ونما خطأ. ‎ماذا عن فترة عملك الأكاديمي؟ ‎ حصلت على شهادة "الليسانس" في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من جامعة القاهرة عام 1968 حيث بدأ مسيرتي الشعرية، ومن ثم انتقلت إلى الأردن وعملت كمدير للبرامج الثقافية في الإذاعة الأردنية من العام 1970 وحتى 1973، كما أسست في نفس الفترة رابطة الكتاب الأردنيين مع ثلة من المفكرين والكتاب الأردنيين. ‎هل الحال الفلسطيني القي بظلاله علي شعرك؟ ‎هذا صحيح وكتب الناس ان هناك اثنين لهم بصمه انا ومحمود دوويش لكن أنا اقل شهرة لأني بعيد عن السلطه،عشت حياتي مدافعا عن القضية الفلسطينية بشعري . ‎ماحكاية علاقتك بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات؟ ‎تعاملت مع الرئيس الراحل ياسر عرفات وكان يطلبني بالإسم  كونه يعلم أني مثقف ،وقابلته حينما عملت في المدرسة وصرت أذهب هناك لتلبية  بعض المطالب  في المدرسة كمساهمة ،وأذكر أنه إستدعاني  عام (1977)، وسألني عن مفهوم الكنعنة، شرحت له ذلك، وقلت له: ما المشكلة إذا كنا (وثنيين) قبل الميلاد، وأصبحنا (مسلمين) لاحقاً ‎بماذا تصف علاقتك بالسلطة ؟ ‎السلطة لم تقدر علي ولم ألن لها يوما  وشهرتي كانت  اقل من الشاعر الراحل محمود دوويش لاني لم اتوافق مع السلطه، ووفقا لما أقول فقد أهديت جائزة الدولة الفلسطينية التقديرية وكانت مصوغات الجائزة بصمتي في الشعر والفن فقط بعيدا عن أي توجه سياسي. ‎الأتحكي لنا عن فترة وجودك بالقاهرة؟ ‎تركت فلسطين عام 1964 وإتجهت للقاهره حتي عام 1970 ،قبل ذلك كنت في الثانويه بمجلة" الأفق الجديد "رئيسها  كان اسلامي متحرر وطلب مني ان اكون مراسلهم في القاهرة،في مصر واكبت النكسة والوضع كان صعب، المخابرات حققوا معي لأني نشرت  بيان العاصفه الاول في مطلع عام 1965 ،كان هناك شخص بدار العلوم يطبع لي قصائدي طلبت منه يطبع الف نسخه  للبيان وعدت علي خير.لكن مصر لها مكان كبير في قلبي ولي أصدقاء كثريين فيها مازل علي علاقة طيبة معهم ونتقابل في الفعاليات الثقافية ونحكي ذكرياتنا. ‎ماذا تصف علاقتك بمحمود درويش؟ ‎محمود درويش، شاعر كبير، وصديق عزيز، اختلفت معه في السياسة، ومع هذا بقينا أصدقاء. ورغم أنه قال لجريدة القدس العربي (الشعراء في فلسطين والأردن يكرهونني!!)، إلاّ أنه قبل رحيله بأسبوعين قال في (حواره الأخير) مع الناقد الفلسطيني الدكتور (فيصل درّاج) – في (جريدة أخبار الأدب المصرية)، حرفياً ما يشبه الوصية: (ما زلت معجباً بالأعمال الشعرية لعزالدين المناصرة،   ‎رغم إبتعادك كشاعرعن السياسة لكنك تعاملت معها كمستقل ..كيف كان ذلك؟ ‎إنضممت لصفوف "الثورة الفلسطينية" بعد انتقالها إلى بيروت، حيث تطوعت في صفوف "المقاومة العسكرية" بالتوازي مع عملي في المجال الثقافي الفلسطيني و"المقاومة الثقافية" كمستقل، وأيضا ضمن مؤسسات "الثورة" كمحرر ثقافي لمجلة "فلسطين الثورة"، الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، وكمدير تحرير لـ"جريدة المعركة" (الصادرة أثناء حصار بيروت)، بالإضافة إلى عملي كسكرتير تحرير "مجلة شؤون فلسطينية" التابعة لمركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت ‎ماذا تفعل في الوقت الحالي : ‎أنا متقاعد من العمل الأكاديمي بحكم السن ، لكني لم ولن أتقاعد من عملي كشاعر حتي أموت ..

 

أخبار اخرى فى القسم