عن الدار المصرية اللبنانية تصدر هذا الأسبوع رواية جديدة لعزت القمحاوي بعنوان «غربة المنازل»، وهي تجربة جديدة، قوامها الصمت الذي فرضته عزلة كورونا. وفي ظل تعطل الكلام تتمدد مساحة الحواس، حيث يفسح السرد مجالاً لملمس الحياة ورائحتها وطعمها وألوانها، مما يجعل من القراءة عملاً لكل الحواس، ورحلة نكتشف من خلالها عالمًا صاخبًا بالأحلام ومعجزات الحب، تحت المظهر المخادع لهدوء العزلة الحزين.
عطر مريضة شابة يغمر عيادة طبيب النساء الأعزب، ويقلب حياته رأسًا على عقب، معتزلاً الطب متفرغًا للحب. نظرة متفحصة من امرأة في عربة ترام تصل إلى سر ما عاشته امرأة أخرى في ساعة حب. موسيقار عرف العديد من النساء وانتهى مقيدًا بسطوة امرأة يحاول الإمساك بجملة لحنها الأولى مكتفيًا ببهجة الشيخوخة بجوارها. مؤرخ يعتزل قبل الوباء، لأنه لا يخشى سوى التاريخ عندما يعطله الخوف، وباحث يخسر حربًا طويلة الأمد مع الذباب، لكنه يستميت في معركة أخيرة من أجل الحب!
الرواية هي العمل الرابع على التوالي للقمحاوي من الدار المصرية اللبنانية، في مسيرة بدأت برواية «يكفي أننا معًا» التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد ٢٠١٨، ورواية «ما رآه سامي يعقوب»، ثم كتاب «غرفة المسافرين» الذي وصل إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد ٢٠٢٠.
من أجواء الرواية:
كانت جالسةً في بيجاما سماوية قصيرة، وفي يدها فنجان من طقم فاليري الذي لم يستعمله منذ عشرين سنة على الأقل. شقَّت الفرحةُ بوجودها قلبه، ولم تلبث الغيرة أن جرحت فرحته تحت وطأة إحساس بأن أشياءه متناغمةٌ مع غيداء أكثر من تناغمها معه. وداهمه شعورٌ بالاستياء من شقته التي خانته بانتمائها إلى هذا الحد لامرأة تستيقظ فيها للمرة الأولى.