الجمعة 19 أبريل 2024 - 09:37 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية منوعات نرمين عيد تكتب عن منال السيد بين قطتــــــــــــــــــين- مونولوج نسوي

 

 وضعيتان لإمرأتان تكشفان عن فقد السعادة
 

نرمين عيد تكتب عن منال السيد بين قطتــــــــــــــــــين- مونولوج نسوي

  الأربعاء 07 يوليو 2021 04:11 مساءً   




إمرأة مع قطة لوحة لـ سوزان فالادون تصور سيدة مع قطة ذات بعد نفسي اكتئابي حق الموتى».. قصة قصيرة لـ منال السيد : لاتتعدي الصفحة عبارة عن 366 كلمة . حين تفتتح منال السيد قصتها بتسأل لماذا لا تحبني القطة. أفعل كل ما يسعني لتبقي على قيد الحياة. وتعنون القصة بحق الموتي فهي تدفع بالواجهة الشفافة (عتبة النص والاستهلال)إلي فكرة الحياة والموت بدلالاتهم النفسية المتعددة, وتفتح بوابة التلقي علي العلاقة بين الحب أو بالآحري فقدان الحب والشعور بالموت . فما الذي يدعونا الي المقاربة بين لوحة سوزان فالادون وقصة منال , أهو الحضورالجسدي للقطتين, أم المرأتان, أم الحضور الأنثوي لكلتيهما ؟ في الحقيقة ثمة رابط جوهري يربط النصين رغم الاختلاف الفني والثقافي . فإذا ماجمعنا بين الاوعي النصي"آي البنيات الاواعية للنص", بمعني انفلات النص عن كاتبة, وتتبعنا أيضا ًما قبل النص بقصد وعي المبدعة ذاته, سنكتشف أن كلتيهما ذات وضعية واحدة ويعبران عن نفس الألم, بوصفهما إمرأتان محملتين بالهموم الأنثوية والأمومية معا ً. تطالعنا قطة منال منذ البداية بتناقضها فهي دائمة الهروب ولكن ثمة شئ يوقفها عن استكمال الهرب (تجرى دائمًا لأعلى. تصعد لآخر طابق ثم تنكمش بجوارجداروتستسلم ليدي) ثمة خوف دفين غامض, يدخلنا في مشاعر متقاطعة مابين التمني والخوف من التحقق , حب الحياة والخوف منها في آن, موتا نفسيا ينتظر الفكاك من الخوف القهري ويكشف لنا عن الوضعية النفساجتماعية للأنثي في المجتمعات الشرقية, فيما تكشف نظرة قطة سوزان عن جرأة وتمرد رغم الاستكانة البادية عليها, بينما يعتريها أمل حزين دفين للعثور على صوت المهنية الفنية في عالم يسيطر عليه الفنانون الذكور,فأعمالها تعتبر نضالا في الكشف عن تداعيات الثقافة الرجعية للحط من المرأة والنظر لها جنسيا كجسد لا يمكن أن يقدم إلا للمتعة, ومن ثم لم تأخذ قطتها هيئة قط بيكاسو المشاكس, ولاجزالة ودلال قطة رينوار, فقطة سوزان في هذه اللوحة تحديدا ً بخلاف لوحاتها الأخري للقطط محملة بالكأبة والغموض ليس فقط من خلال وضعية القطة السكونية بل عبرالانسجام اللوني الهادئ والقاتم نسبيا والتوليفات اللونية لدرجات الاخضر الداكن والدرجات البنية مما خيم علي للوحة بعدا كآبيا . فالقطتان بالنصين يمثلان الاوعي النصي للمرأتان ذاتهما وإسقاطا مضمراً ًللمشاعر المتناقضة للمرأتان وما يعتريهما من الخوف والقلق بسبب فقد السعادة ومحاولتهما الفكاك من دور المرأة الضحية, وكلتيهما "منال و سوزان " لديهم القدرة والبراعة في سبرغور الموضوعات النسائية بحساسية عاليّة ومشاعر عميقة ويتميزا بتمثيلهما الجريء للعمق الأنثوي, في نص منال تسقط خوف القاصة من العلاقات الانسانية عبر القطة متمثلا في كل ماهو خارج جدار البيت (كلما فتحت باب الشقة يدخل هواء.ً جديدًارغما عني. ثمة كيمياء تضطرب .إحساس لزج بعدم الارتياح) ,(ربما فقأ أحدهم عينها أثناء الاغتصاب).(لا شك أن بقاءها معي أفضل من ليل مع كلب لم يأكل منذ ثلاثة أيام). يدفعنا النص بهذا الخوف لنتسأل لماذا كل ما هو خارج البيت يمثل تهديدا سواء للقطة أوالقاصة , وبطريقة معاكسة يصبح البيت هنا بشكل مضاعف المكان الأمن والملاذ من المتطفليين والأشرار, والبيت والمرأة الأم صنوان لمفهوم واحد وهوالأمان, ويخبرنا النص أن الموجود فعليا هو البقاء أحياء بيولوجيا فقط: (أحاول إبقاءها حية) , (كي لا تموت جائعة) , (السمن والأرز والفاكهة) , (أفعل كل شيء. الماء فتات الخبز مع السمك أعجنهن) فلا نجد غير الرعاية المتمثلة في سد الجوع الجسدي فقط أما السعادة وحلاوة الحياة والمتمثلة في معني" العسل" كما يعرفة المحلل النفسي"ويري بيبرينج (Bibring ) فغير موجودة , فكما يقول أن قله من الامهات قادرات علي إعطاء العسل . فالأم لكي تكون قادرة علي اعطاء العسل يجب أن تكون شخصا سعيدا , فهل يكشف النصان عن نساء سعيدات أم علي العكس ؟

صور اخرى
 

أخبار اخرى فى القسم