الجمعة 29 مارس 2024 - 04:20 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

ذكريات على جناح الأثير


محمد الجراح
الخميس 17 يونيو 2021 05:35:01 مساءً



كان الزميل الأستاذ محيي محمود من السيدة للترحيب بنا ودعتنا إلى الغداء مع أسرتها في اليوم التالي في احد المطاعم ثم اصطحبتنا إلى منزلها قبل ان أصحاب دوائر العلاقات العامة الواسعة، وقد هاتف بمجرد وصولنا مذيعة مصرية تعمل في تليفزيون البحرين فأتت يحل المساء وكنت في هذا اليوم على موعد مع أحد شيوخ الأسرة الحاكمة ويدعى الشيخ أحمد وكان أيضاً رئيساً للنادي العربي الكويتي، وقد اخذنا الحديث والجلسة الممتدة مع المذيعة وأسرتها المكونة من زوجها وابنها الصغير حتى نسيت موعد المقابلة ولما تذكرته كان الموعد قد تباعد، كان ما فعلته يدخل تحت أطر الجليطة وعدم احترام المواعيد؛ ودخلنا الفندق محيي وأنا حوالي منتصف الليل؛ ليقابلني الزميل ع مبروك مبدياً استغرابه من اختفائنا وعدم التزامي بالموعد الذي تم تحديده بناء على طلبي، كان الزميل يتحدث معي وفي لهجته بعض من التشفي والشماتة لا أدري لماذا حتى شعرت أنه يتمنى لي كارثة على غرار ما حدث من ذلك الرفيق الذي كسرت أنفه في كتاب الشيخ عبد السلام؛ ولما رأيته مصراً على لهجته ذهبت إلى غرفتي وطلبت السيد المرافق لوفدنا فبدا هو الآخر غاضباً فهونت له من الأمر وقلت له إذا كان من خطأ فأنا الذي أخطأ وسوف أعالج خطاي بنفسي لو أعطيتني رقم الشيخ أحمد لأتصل به، فقال تتصل به الآن قلت له نعم وربما أسجل معه الليلة أيضاً!. وبالفعل أدرت قرص التليفون وطلبت الرقم وجاءني صوت أحد الفنانين الكويتيين، سألته عن الشيخ بعد أن عرفته بنفسي فجاءني صوت الشيخ مازحاً ومتساءلاً كده برضه تلطعني في السفارة لمدة ساعة كاملة في انتظارك؟ قلت له إذا لم يكن هناك ما يعيق زيارته في التو واللحظة فليسمح لي بالزيارة فرحب وأخبرته بأنني ساحضر جهاز التسجيل معي فقال على الرحب والسعة، هبطت من غرفتي وكان الوقت قد قارب على الواحدة صباحاً؛ نزلت من التاكسي وكان مقيماً في جناح بفندق آخر وداخل الجناح وجدت أكثر من عشرين شخصاً معه منهم فنانون ومطربون وشخصيات عامة؛ رحب بي وسألني من جديد مالذي أخرني عن الموعد، وقتها لم أجد إجابة إلا التحجج بالنوم فسالني من جديد وماذا كنت قد تغديت؟ قلت له سمك، وهنا قال لي السمك يلزمه نوم وكلنا ينام بعد تناول الأسماك!. قضيت معهم سهرة لطيفة وسجلت معه ومع آخرين ولكي يعبر لي عن سعادته بالتسجيل وربما لتأكيد أنه غير غاضب مني قال لي إن شاء الله بعد تحرير الكويت ستكون أنت أول إعلامي يصلها، شكرته على مجاملته وأنا أكرر له اعتذاري على ما فعلته فقال لي: أنت من اليوم صديقي؛ ولابد أن تعطيني أرقام تليفوناتك حتى نتواصل في المستقبل القريب. ودعت الشيخ أحمد والمجموعة التي بصحبته وعدت بسيارة تاكسي إلى فندقنا وكان لابد أن أقلق منام من أراد أن يشمت؛ ومن بدا غاضباً؛ فأيقظت زميلي ع. مبروك من النوم لأخبره بأنني أنجزت تسجيلاً رائعاً مع الشيخ أحمد، مثلما أيقظت السيد المرافق لأخبره بأن التسجيل قد صار تسجيلات عديدة ولم يكن هناك داع لخوفه وانزعاجه، فقال لي الرجل بعد ان انتبه جيداً هل كنت بالفعل تسجل مع الشيخ أحمد الآن؟ ، فرددت عليه بالإيجاب فقال لي والله برافو عليك أخ محمد أن عالجت الموضوع بهذا الشكل الجميل؛ شعرت بارتياح في صوت الرجل فتركته ليكمل نومه.