لماذا_هانى_شاكر
فى بداية السبعينيات تحديدا عام 1972 سمعت هانى شاكر فى حفلة وغنى يومها(كده برضوا يا قمر). المهم كنت أنا فى تلك الأيام خارجة من مرحلة الطفولة،وذاهبة بخطى واثقة تجاه مرحلة المراهقة بكل زخماها وثراءها،والحب الأول خاصة حب(ابن الجيران). وتشاء الصدف أن أدخل فصل ١/١ فصل الفائقات فى المرحلة الإعدادية،وكان من بينهن طالبة جميلة تدعى صباح،جاءت إلي جوارى وجلست فى آخر دسك فى الصف المجاور للنافذة،وأول سؤال بعد معرفة الاسم،قالت لى بكل جرءة وشجاعة:انتى بتحبى مين؟ اندهشت كثيرا وصمت،لأنى بمعرفة سابقة فى أصول التربية(الحب عيب). صمت وأنا مندهشة من سؤالها الغريب،وأخاف أن أكذب وادعى الحب،فتهرش الكذبة بما أنها خبيرة وعارفة بأصول الحب. قلت لها بكل شجاعة وأدب واحترام:أنا لا أحب أحد. أخذت تضحك ضحكة عالية،كلها انبساط وغرور،ونحن فى عرف تربيتنا ممنوع الضحك بصوت مرتفع،الضحك من غير سبب قلة أدب. المهم ابتسمت وأنا فى غاية الخجل والكسوف. وقامت هى بإخراج صورة شاب جميل،شعره(خنفس)ويرتدى بنطلون رجل الفيل،وقميص مشجر بورد كبير،وقالت وهى سعيدة:أنا أحبه كثيرا. صمت،ونظرت نحوها بريبة وتحفظ:اسمه إيه؟ قالت وهى سعيدة ومبتهجة:اسمه هانى شاكر. أخذت منها الصورة وجلست أتأمل فيها كثيرا وأنا فى حالة من الدهشة،من هذا الشاب الذى تحبه،وشكله يشبه البنات كثيرا. المهم صمت،وأعدت لها الصورة مرة أخرى بهدوء. أخذتها منى بكل حب وشغف ووضعتها داخل صدرها. ثم جلست تدندن وتغنى وهى فى حالة من العشق:كده برضوا ياقمر. صمت وأنا ادارى خجلى.ثم قلت لها:مين ده،مرة أخرى؟. ضحكت وأخذت تقهقه بصوت مرتفع وهى فى حالة من النشوى والبهجة:ده هانى شاكر. مغنى جديد،صوته حلو،وبيقولوا عليه،هيمسح عبد الحليم حافظ مسح. صمت،وحزنت،ولم اجروء على مجاراتها فى الحديث حيث اننى كنت من عشاق عبد الحليم حافظ.