الجمعة 29 مارس 2024 - 02:29 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية مسافة فى عقل الروائي الكبير محمد جبريل : لاأريد أن اتحول إلي من يكتبون ساعة ويبحثون عن النتائج

 

 عقب فوزه بجائزة الدولة التقديرية في الآداب
 

الروائي الكبير محمد جبريل : لاأريد أن اتحول إلي من يكتبون ساعة ويبحثون عن النتائج

  الجمعة 26 يونيو 2020 04:04 صباحاً    الكاتب : زينب عيسي




"جبريل" لاأنظر خلفي وأمارس الكتابة دون هدف او مصلحة

أعيش حياة أقسي من الرهبنة ولزوجتي دور كبير في حياتي

يحيي حقي دخل علي بعلبة "بونبوني" وقال لي مبروك يامحمد فزت بالجايزة

التصويت الإلكتروني علي الجائزة تم بحيادية وموضوعية

ليس لدينا نقد مواكب للكتاب ونجيب محفوظ نفسه ظلم

لا أحد ينكر ان التكريمات والجوائز لها بهجتها وتسعد من يفوز بها لكن في حالة صاحبنا هو مبدع من الطراز الأول ونوع من الكتاب لاتعنيه التكريمات ليس عن كبرياء ولكن عن ثقة نابعة من داخله وتواضع العارفين بل لايحب أن يضعه الآخرون في موضع الممتحن وهو في نظر محبيه " الأستاذ" ..حديثنا عن القامة الأدبية  الكبيرة محمد جبريل صاحب المشروع الأدبي المتميز ورحلة عطاء زهاء النصف قرن حصيلتها 85 كتابا فضلا عن المجموعات القصصية والكتب النقدية والدراسات ، أضف إلي ذلك حب الناس وإعجاب المتابعين والقراء لنوع متفرد من الكتابة جمع بين الموسوعية وغزارة الفكر والقلم الرشيق الممتع بحكايات نبعها  لا ينضب .

 فاز محمد جبريل الروائي والكاتب الصحفي  بجريدة المساء صاحب اليد البيضاء علي مئات الصحفيين الذين تتلمذوا علي يديه بجائزة الدولة التقديرية في الآداب والتي أعلنت منذ أيام قليلة  وهو الخبر الذي أثلج صدور أصدقائه ومحبيه  ،هو أيضا لم يخف سعادته بالجائزة ، لكنه لم يبد إندهاشا بذلك الفارق الزمني الذي يفصل بين الجائزة الأولي عام 1975 وجائزة 2020 ،خمسة وأربعون عاما لم يتساءل  يوما "جبريل " لماذا غابت عني الجوائز ؟والإجابة لديه: لاأنظر خلفي وأمارس حب الكتابة دون هدف أو مصلحة.

بخفة دمه المعهودة قال لي حين حادثته تليفونيا لتقديم التهنئة  علي الجائزة : أشكر كورونا فقد جعلت التصويت علي الجائزة الكترونيا فجاءتني بعد 3 مرات يتم ترشيحي وتذهب الجائزة لصاحب نصيبها  ، لم ينكر فرحته بالفوز لكن فرحة أصدقائه وأحبابه كانت مصدرا كبيرا لسعادته ،وحيث جاء الحديث عن تأخر الجائزة قال : "مش متضايق" لسبب بسيط أنني إعتدت الأ أنظر خلفي أبدا فالكتابة هي مصدر سعادتي وتفكيري،  وإعتدت علي الا أضيع وقتي في التفكير في كيف يقيمني الغير ثقتي نابعة من ايماني بعملي وكما قلت لك من قبل أنا أفكر ..أتأمل ..اكتب هذه هي حياتي ولم ولن أترك قلمي أبدا حتي في أحلك الظروف حتي  في مرضي كنت أكتب .

أستاذ جبريل ..جاءتك جائزة الدولة بفارق زمني 45 عاما عن الجائزة الأولي ..كيف إستقبلت الجائزة ؟

بالفعل انا لاأحب أن أكون موضع إمتحان وأري الجوائز كذلك وهذا لايعني أن الفوز بالجائزة لايسعد صاحبها ، لكنها ليست هدفي أبدا فلا أحب أن أنظر خلفي أو أشغل وقتي بما قد فات ،امارس الكتابة دون هدف أو مصلحة من ورائها ،وأذكر أن الصديق يسري حسان إتصل بي ليبلغني بفوزي بالجائزة لكن زوجتي زينب العسال ردت عليه فأبلغها ،بالفعل لم أكن انتظرها فجاءتني دون ميعاد .

وما هي حكايتك مع  الكاتب الكبير يحيي حقي وهل هو من ابلغك بالجائزة عام 1975 ؟

 رشحت لجائزة الدولة التشجيعية  وفوجئت بالكاتب الكبير يحيي حقي يدخل علي مكتبي بجريدة المساء وفي يده علبه "بونبون" وقال لي مبروك يامحمد فزت بجايزة الدولة ، وأذكر أن دهشتي بعلبة البونبون كانت أكبر من خبر الفوز لأن الجميع كان يعرف أن "حقي" كان بخيلا بل أطلق عليه ضمن " المنسيين البخلاء" الذين كان منهم الكاتب الكبير توفيق الحكيم وأعتقد أن هذه الشائعة كانت غير حقيقية فالحكيم كان كريما جدا ومعروف أنه كان يستضيف الفرقة الموسيقية التي يعمل معها ابنه إسماعيل في بيته .

رشحت لجائزة الدولة 3 مرات ولم يتم إختيارك ..ما شعورك تجاه ذلك  ؟

نظام الجوائز عندنا غريب ،رشحني اتحاد الكتاب مرة واختاروني بالتزكية وحدثت تدخلات فذهبت الجائزة لآخر، وأحد المرات تغير الترشيح في آخر وقت  لصالح كاتب آخر مهم وله مشروعه ، فهناك إعتبارات في الجوائز أحيانا  ليس من ضمنها من هو  الأفضل والأجدر ،للأسف الشللية تتحكم في بعض الجوائز و كما قلت لكي لاأحب أن أتطرق إلي مسألة الجوائزأنا فقط أكتب وأتامل  وأفكر سواء بعد الجائزة أوقبلها ، معها أوبدونها .

لك وجة نظر خاصة في مسالة الجوائز ..هل تري أن التصويت الإلكتروني هذا العام كان موفقا؟

لي مشروعي الخاص ويتلخص في القراءة والتأمل والكتابة ،وأمارسه بجدية مطلقة ،ومن برغب أن يصنع نجاحه عليه ان يعمل فقط وانا لاأريد ان اتحول إلي من يكتبون ساعة ثم يبحثون عن النتائج ،وربما هذا ما جعلني من غير المتلهفين علي الجوائز أو التكريمات فالجائزة لاتصنع مبدعا لكن العكس هو الصحيح ،ونظام الجائزة هذا العام ممتاز لاته ضمن الحيادية والموضوعية في الإختيار ،وإن كان فيروس كورونا وباء وكارثة علي العالم لكن نفعه الوحيد أنه تسبب في تحول أعمال اللجنة القائمة علي الجوائز للتصويت  الالكتروني وتم  بسلاسه ولم يعترض أحد.

هل تلك الجدية فرضت  قيودا علي عائلتك؟

أعترف أنني أعيش حباة أقسي من الرهبنة وعائلتي  قد ظلمت معي ن لكن الله حباني بزوجة رائعة متفهمة لطبيعة عملي فهي كاتبة وناقدة وفي المجال الصحفي والإعلامي الدكتورة زينب العسال ، ولي من الكتب في الأدراج الكثير بخلاف ما هو منشور حوالي 85 عمل ، وذلك لأنني لا أنشغل برد فعل الكتابة لكن بها ذاتها.

هل  تري أن حركة النقد تواكب ما ينتجه الكتاب في الوقت الحالي؟

ليس فقط من اليوم  منذ سنوات طويلة والكتاب يعانون  من تلك المشكلة ،نجيب محفوظ نفسه حكي لي  بمرارة :2 فقط كتبوا عني في مصر محمود أنيس ومحمود أمين العالم و"بهدلوه" فقط من خارج مصر نجيب سرور، المشكلة عندنا إذا جاز لي القول أننا  كقارئين نكتفي بالرأي العام من حولنا ونبني عليه ،وأفاجئ بأصدقاء أعزاء تمتد صداقتي بهم لسنوات لم يقرأوا لي من 20 سنة تقريبل ،وهي ظاهرة موجودة وتتسبب في ظلم كثير من الكتاب .فهل يعرف أحد مثلا رواية "نفوس مضطربة"  لأحمد زكي مخلوف أحد الحرافيش المجهولين لنجيب محفوظ  وهي رواية رائعة .

 وهل عانيت شخصيا من ذلك؟

ليست معاناة بالمعني المفهوم لكن هناك أعمال لي  لي توقعت أن تلقي صدي ولم يحدث ،فالكل يتحدث عن رباعية بحري لكن هناك روايات لاتقل عنها وتستحق في نظري الإلتفات إليها مثل أهل البحر،رجال في الظل،نجم وحيد في الأفق،وزهرة الصباح وهي موازية لألف ليلة وليلة .

 محنة مرضك الأخيرة ..ماذا تعلمت منها ؟

رحلة طويلة أنهكتني جسديا ونفسيا منذ سنوات وأنا أعاني  ولجات لعملية جراحية في العامود الفقري لكن نتيجة خطأ طبي ساءت حالتي وأخيرا الحمد لله قمت بجراحة وحاليا حالتي مستقرة الي حد ما ،وأشكر الدكتورة ايناس عبد الدايم لموقفها ووقوفها معي في محنة مرضي .

 مالذي تعكف عليه حاليا؟

إنتهيت من رواية مشارف اليقين عن التجربة الصوفية بعنوان «حيرة الشاذلى فى مسالك الأحبة»، وتتناول سيرة سيدى أبى الحسن الشاذلى حين ترك حميثرة فى البحر الأحمر، وسافر إلى بحرى فى الإسكندرية والتقى بتلامذته؛ أبوالعباس والبوصيرى وياقوت العرش وغيرهم، ويسألهم ما الذى حدث فى دنيانا ، كما أعكف حاليا علي كتابة رواية بعنوان مبدئي"أسرة القط حميدو"وهي من واقع تجربتي لقططي ، أحكي عن  طباعهم وحياتهم وهي رمزية للإنسان صانع الحضارة . 

 

أخبار اخرى فى القسم