بعد النجاح الفائق لمؤتمرات اللغة العربية في الجامعة الامريكية بالقاهرة، نظم قسم اللغويات التطبيقية وتعليم اللغة العربية, المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية ولغوياتها،( تدريس وتعلم اللغة العربية من الطفولة المبكرة حتى نهاية الدراسة الجامعية: كيفية التعامل مع واقع متغير) في الفترة من16الى18ديسمبر، وكان المحور الرئيسي لمؤتمر هذا العام هو تدريس العربية وتعلمها في الطفولة المبكرة وعلى مستوى المدارس بالإضافة الى المستوى الجامعي. حيث نوقش٧٢(بحثا) وتم دعوة ٢٤ بحثا من قبل القائمين على تدريس العربية في المراحل المدرسية المختلفة خارج الدول العربية.
وتأتى أهمية المؤتمر حيث لوحظ في السنوات القليلة الماضية زيادة الاهتمام بتعليم اللغة العربية في المدارس لارتباط اللغة الوثيق بالهوية العربية في مجتمع عالمي كثرت فيه التحديات. وقد قامت دول عربية ومؤسسات عربية وعالمية بدعم مبادرات كيفية إعلاء مستوى الكفاءة باللغة، مع الاهتمام بإصلاح المناهج وطرائق التدريس. ومن ناحية أخرى، نرى زيادة الاهتمام العالمي بتدريس العربية في المدارس في دول عربية يكثر فيها وجود أو تأثير لغات أخرى على النسيج اللغوي المحلي.
في افتتاحية المؤتمر، تحدث الدكتور إيهاب عبد الرحمن، وكيل الجامعة الأمريكية، حيث أكد على اهتمام الجامعة الأمريكية بمبادرات تعليم العربية وتعزيزها ورحب بالمشاركين من مؤسسة اليونسكو ومؤسسة قطر العالمية ومن الجامعات والمدارس العربية والأجنبية.
وعن دوافع تنظيم المؤتمر أشارت د. زينب طه رئيسة المؤتمر وأستاذة اللغويات العربية أنه كان فرصة لقاء كوكبة من أساتذة وعلماء اللغة من جميع أنحاء العالم، قدموا وناقشوا أفكارهم عن أهم التحديات وكيفية التعامل معها. بالإضافة إلى هذا، خروج عدد من المنشورات الأكاديمية الجادة التي تكون بمثابة خارطة لطريق دعم وتطوير تعليم العربية بشكل عام، وفي المدارس بشكل خاص.
فاعليات المؤتمر توزعت على المحاور التالية: المحور الرئيسي هو تحديات تدريس وتعلم العربية على مستوى كافة المراحل التعليمية بداية من الطفولة المبكرة وحتى نهاية المرحلة الجامعية. وهناك العديد من المحاور الأخرى التفصيلية منها: مهارات اكتساب اللغة العربية كلغة أولى أو ثانية, وسائل تدريس العربية كلغة أولى أو ثانية, تأليف المناهج, إدارة برامج العربية في المدارس والسياسة اللغوية, ارتباط اللغة بالثقافة والهوية، اللغويات الاجتماعية، التنوع اللغوي وازدواجية اللغة, اللغة والتحدي التكنولوجي، نحو وصرف العربية، المعجم العربي، تحديات التقويم، تدريب المعلمين.
بدأت فعاليات المؤتمر بأربع ورش عمل موزعة على يومين كالتالي: ورشة عمل الأولى رابطة مدرسي اللغة العربية في أوروبا, الورشة الثانية بعنوان: تسهيل عملية تدريس النصوص الأدبية, الورشة الثالثة ورشة عمل رابطة مدرسي مدينة نيويورك, ورشة عمل الرابعة ورشة مؤسسة قطر الدولية.
ومن المتحدثين الرئيسيين: الدكتورة ريم بسيوني، رئيسة قسم اللغويات التطبيقية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة, (اللغويات الاجتماعية وتدريس اللغة), الدكتور محمود البطل، الجامعة الامريكية ببيروت(من هنا البداية: تدريب أساتذة اللغة العربية), الدكتور خالد مساعيد، جامعة كارنجي ميلون بالولايات المتحدة الامريكية(الكفاءة التداولية وتدريس اللغة في إطار حضاري), الدكتورة هنادي دية، رئيسة قسم اللغة العربية، المدرسة الامريكية-ابو ظبي(تطوير تعليم اللغة العربية في المدارس: بين سمين المبادرات وغثّ النوعيّة), الأستاذة ميمي ملكونيان، رئيسة رابطة معلمي اللغة العربية بمدارس نيويورك(الذكاء الاصطناعي في فصول اللغة العربية), الدكتورة رشا سليمان، استاذة اللغة العربية ووكيلة كلية العلوم والثقافة بجامعة ليدز بانجلترا (العبور بتدريس اللغة العربية من المرحلة المدرسية إلى التعليم العالي)
ونوقشت الأبحاث تحت محاور المؤتمر حيث ضمت كل حلقة أربع تقديمات متتالية. وكان للجامعة الأمريكية بالقاهرة السبق في إنشاء برنامج ماجستير الآداب في تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية وفي تنوع البرامج التي تدرّس اللغة العربية للناطقين وغير الناطقين بها على مدى أكثر من نصف قرن. وقد تخرج من برنامج الماجستير أعداد غفيرة من مدرسي اللغة العربية القادرين على تدريسها بطرق تفاعلية، غير تقليدية وحققوا نجاحات كبيرة في مؤسسات تعليمية محلية وعالمية. ومن خلال أساتذة برنامج الماجستير، وأعضاء هيئة تدريس اللغة العربية خرجت عدة منشورات بين كتب أكاديمية ومقالات متنوعة نشرت في أفضل دور النشر المعنية بدعم اللغة العربية ولغوياتها.
