شهدت الدقهلية تدشين صالون النديم الثقافي الذي يشرف عليه الشاعر المثقف والناقد سمير الأمير. بدأ حفل التدشين بالوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا حادث محطة مصر، ثم كلمة الإفتتاح للشاعر سمير الأمير تحدث فيها عن حياة النديم وعلاقته بالحركة الوطنية قبل وأثناء وبعد الثورة العرابية وعن علاقة النديم برواد حركة التنوير الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، ثم وقوفه إلى جانب احمد عرابي داعماً لثورته على الخديوي توفيق الذي سمح بالتدخل السافر لبريطانيا في شئون مصر الداخلية كما استشهد ببعض مقولات النديم. وقد تطرق محمد عطوه في كلمته التي لاقت استحسان الحضور الى حياة النديم الانسان الشاعر والخطيب المفوه والمسرحي الرائد والأديب الأدباتي والزجال والمحرض على رفض الظلم بكل أشكاله، ثم قرأ بعضاً من أشعاره التي زادت عن سبعة آلاف بيتا من الشعر لم يصلنا منها إلا القليل وذلك لأن كل كتب وكتابات النديم كانت تعد في ذلك الوقت بمثابة منشورات يعاقب حاملها بالحبس، بالإضافة إلى أنه هو نفسه قام بمراجعة أعماله في فترة مرضة أثناء رحلة المنفى الثالثة في الأستانة وتخلص من الكثير منها لأنه وجدها هجاءً غير مبرر بعدما اقترب من الموت. بدأت بعد ذلك الندوة الشعرية التي أدارها سمير الأمير باقتدار وقد شدت رشا الفوال بثلاث قصائد عذبة وفواحة برائحة الشعر المختلف المذاق والثري بالمشاعر الإنسانية والحياتية التي استلبت عقول وأفئدة الحضور ثم قرأ محمد عطوه من شعره مقاطع من ديوان سيرة أحوال تتماس مع أحوال البلاد والعباد والأحداث الجارية. ثم اختتم الجلسة الأولى الشاعر علي عبدالعزيز الذي تغني بثلاث قصائد تماست مع قلوب الحضور. في الجلسة الثانية بعد الاستراحة، تداخل الكاتب والقاص نبهان رمضان ملقياً الضوء على جوانب من حياة النديم لم يتم التطرق إليها حيث تم الوصول إليه عن طريق وشاية الى غفر القرية التي يختبئ فيها ثم عادت أبيات الشعر إلى المشهد بقصيدة للشاعر يحي الإتربي ثم قصائد للشواعر جيهان النجار ورحاب خليل وشيماء عرفات وهالة العكرمي ثم جاء دور شباب الشعراء الذين لم يقلوا ابداعاً ولا متعة عن سابقيهم فتغنى كل من محمد المغاوري والسيد الفقي ومحب أيمن بقصائد ممتعة استوقفهم فيها جمهور الحضور بالتصفيق والتشجيع. كان الختام بصاحب الليلة الشاعر سمير الأمير الذي تغنى بقصيدة شيطان الشعر. انتهت الجلسة الثانية والليلة كلها في جو من المحبة والتسامح والوعد باللقاء في أمسيات جديدة تتلاقح فيها الأجيال لتستمر صيرورة الحياة