الاثنين 06 مايو 2024 - 02:22 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ثقافة عالمية ترتكز علي دبلوماسية التبادل الثقافي .. د.حاتم الجوهري يطرح مبادرة ثقافية جديدة في طريق الحرير

 

 
 

ترتكز علي دبلوماسية التبادل الثقافي .. د.حاتم الجوهري يطرح مبادرة ثقافية جديدة في طريق الحرير

  السبت 21 سبتمبر 2019 04:39 مساءً    الكاتب : زينب عيسي




 

يأتي دخول مشروع طريق الحرير الجديد للنور في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، عقب ثلاث تحولات كبري على الصعيد الدولي والثقافي، وهى سقوط الاتحاد السوفيتي في أوائل تسعينيات القرن الماضي، ثم ظهور حركة العولمة الثقافية وسيادة النمط الأمريكي ثقافيا، وأخيرا ظهور حركة ثورات الربيع العربي بحثا عن الذات، لتكتمل التحولات وتصل لذروتها في القرن الجديد بظهور مشروع طريق الحرير الجديد وظهور الصين كمركز ثقل دولي صاعد، يمد أواصر التعاون نحو وأفريقيا وآسيا وأوربا أيضا وغيرهم رافعا شعارات التعاون والصداقة والمحبة

هذا ماطرحه د.حاتم الجوهري الشاعر والمثقف والأكاديمي المعروف الحاصل على جائزة الدولة في العلوم الاجتماعية،من خلال مبادرة ثقافية جديدة بعنوان: تبادل المزيج الثقافي بطريق الحرير، من خلال الملتقى الصيني المصري الذي عقد بالمركز الثقافي الصيني ،حيث وجه الجانب الصيني الدعوة لمجموعة مختارة ممن سافروا للصين خلال السبع سنوات الماضية، للتباحث معهم وتبادل وجهات النظر حول البرامج الثقافية التي تطرحها الأكاديمية المركزية للإدارة الثقافية في بكين حيث درس المبعثون المصريون التجربة الصينية وتعرفوا عليها..

حضر اللقاء من الجانب الصيني وفد برئاسة نائب رئيس الأكاديمية، وافتتحت اللقاء سكرتيرة أول الملحق الثقافي التي أدارت اللقاء، حيث عرض الحضور وجهات نظرهم في مستقبل البرامج الثقافية المشتركة وأبرز ملاحظاتهم عليها، في حين قدم د.حاتم الجوهري ورقة مكتوبة حملت مبادرة ثقافية بعنوان" تبادل المزيج الثقافي بطريق الحرير،

.وأشار "الجوهري "  الي أن  مصر والدول العربية قد شرفت بالمشاركة في العديد من الفعاليات الاقتصادية والثقافية لطريق الحرير الصيني، ومنها الزيارة التي تمت لدراسة التجربة الصينية الجديدة ومن خلال الثقافة وموقعها في الحلم الصيني الجديد، واستضافة مبعوثين مصريين للدراسة في "الإكاديمية المركزية للإدارة الثقافية" في العاصمة بكين خاصة فيما يتعلق بـ"اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي" والتجربة الصينية الرائدة في هذا المجال، والأهم مد أواصر التعاون المشترك لأن الثقافة هى ما يمكن أن تضفي على طريق الحرير الجديد روحه الحضارية المشتركة والآملة.خاصة في مواجهة التوظيف سيء السمعة للثقافة في المشروع الغربي خلال القرن العشرين، حيث تقف الثقافة في طريق الحرير الجديد بين مصر والصين وباقي دول الطريق أقرب لمفهوم دبلوماسية "تبادل المزيج الثقافي" عن فكرة الاحتواء والغزو الثقافي التي مارستها المدرسة الغربية،

 وقال من خلال  المبادرة  أن هذا المفهوم الأوروبي يجب تجاوزه والمبادرة منا برؤية حضارية جديدة لا تتبنى الهيمنة، وتحترم المساحات الخاصة بكل الثقافات البشرية وتقبل تجاورها كسمة طبيعية لمجموعة الدول المشاركة في مشروع طريق الحرير، وفي إطار التفاعل والتعارف والبحث عن المشترك قدر الإمكان، لا فرض النمط وهيمنته، وهذا لب تصوري لمفهوم مصري جديد لـ"دبلوماسية ثقافية" تحتضنه مبادرة طريق الحرير في جانبها الثقافي وتروج له وتتبناه تحت مسمى: "دبلوماسية تبادل المزيج الثقافي".

فقد اعتبرت العديد من الدول الغربية مفهوم "الدبلوماسية الثقافية" أحد منصات فرض النفوذ والهيمنة الناعمة، في حين حاولت اليونسكو كمنظمة أقرب للاستقلالية تقديم مفهومها الخاص عن "الثقافة العالمية" في تصور مضاد له، مخصصة الموارد لكيفية حفاظ كل دولة على تراثها الثقافي اللامادي أو ما يمكن أن نسميه "المزيج الثقافي" المتفرد لكل دولة وفق "مستودع هويتها" الخاص، حيث لكل دولة مزيجها وظروفها الخاصة التي تمنحها هويتها الثقافية المتفردة.

في هذا السياق يجب أن تقوم مبادرة طريق الحرير والدول المشاركة فيها على خلق مركز عالمي جديد وبديل جاد للمركز الأوربي/ الأمريكي بشكل ما، وخلق مراكز مجاورة ومتحاورة ومتفاعلة مع المركز الصيني الجديد قلب طريق الحرير والدول المشاركة به، وهو ما أرى أنه يتلخص في فكرة "دبلوماسية تبادل المزيج الثقافي"، التي تقوم على التعامل مع الآخر وفق فهم "المزيج الثقافي" الخاص به واحترامه والتعلم منه، ثم تقديم "المزيج الثقافي" الخاص بالذات له وفق مفهوم: الفهم والفهم المتبادل وبناء مساحة التواصل الإنساني المشترك والبحث عن "المشترك الثقافي"، كأرضية لتطوير معظم جوانب العلاقات الإنسانية المتعددة الأخرى على طول طريق الحرير.

ويجب هنا التوقف كثيرا عند تصور فهم الآخر في "دبلوماسية تبادل المزيج الثقافي" تلك على امتداد طريق الحرير الجديد، ففهم الآخر كفيل بتجاوز العديد من مساحات سوء النية او افتراض نية السيطرة، ويقدم أهم أساسيات علم الاجتماع الإنساني وهو: احترام الآخر، احترام الآخر لا ابتلاعه والهيمنة عليه، وهو أساس لفكرة "دبلوماسية تبادل المزيج الثقافي"، ففي ظل العلاقات الدولية عندما تتعامل مع طرف ما فإن فهمك لتاريخه الثقافي و"مستودع هويته" كفيل بإعطائك معظم مفاتيح التعامل معه أيضا، وفق المشتركات والمحتملات الثقافية الممكنة، هو بالأساس يجب أن يكون ألف باء العلاقات الإنسانية والثقافية الجديدة في القرن الحادي والعشرين، هو مفتاح النجاح والفشل على المدى الطويل وليس على المدى القصير.

ومجالات هذا التبادل الثقافي تعمل في نطاق المقابلة والبحث عن مسار "العناصر الثقافية" المتمايز والمتباين نوعا فيما بين دول المبادرة وكل دول العالم أيضا، ثم البحث في وسائل دمجه والمزاوجة بين الطريق الخاص بكل دولة والتجاور بين تلك العناصر الثقافية المتقابلة والتأكيد على المزاوجة والدمج.

ويؤكد د حاتم الجوهري أنه  يمكن القول أن عنصر "الورق وصناعته" يصلح كأساس في "دبلوماسية تبادل المزيج الثقافي" القائمة على احترام الآخر وفهمه بين مصر والصين، فسنجد أن مصر تملك تاريخها الخاص وما يوجد حوله من عناصر التراث الثقافي اللامادي في صناعة ورق البردي، كما تملك الصين تاريخا مماثلا في صناعة ورق الكتابة المماثل من سيقان البامبو وبعض المواد الأخرى، هنا يمكن المقابلة بين الورق ومنتجاته تاريخيا كعنصر ثقافي تقابلي.

صور اخرى
 

أخبار اخرى فى القسم